الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أيام رائعة في اربيل

حين قررت ان أزور العراق برفقة زوجتي , كنت في غاية الفرح , وسارعتٌ للإتصال بالخطوط الجوية الأردنية التي اعتدتُ ان اسافر على متن طائراتها , قبل شهرين من موعد السفر , وفعلاً تم حجز مقعدين من ديترويت الى اربيل , اعتباراً من يوم 23/11/2015 , ولغاية 20/12/2015 ... اتصلت بالصديق سعدي ثجيل , وأبلغته بذلك ورجوته عدم اعلان الخبر حتى ابلغه , قبل موعد السفر بأيام قليلة . قبل الموعد بإسبوعين , وصلتني رسالة من الشركة تبلغني ان رحلة الذهاب قد تغيرت من يوم 23/11/2015 الى يوم 26/11/2015 , بسبب الغاء الرحلة الأولى . كان موعد المغادرة هو الساعة العاشرة صباح يوم 26/11 , بعد توقف قصير في مدينة مونتريال الكندية , واصلنا الرحلة , لنصل عمان قبل ظهر يوم 27/11 , حيث كان لنا توقف طويل ( ترانزيت ) قرابة 16 ساعة , ورغم ان الشركة نقلتنا الى فندق المطار , إلا أن الأنتظار كان متعباً . بعد منتصف ليل27-28 /11/2015  , تحركنا الى اربيل لنصلها في الساعة 4و15 دقيقة فجراً , لنجد الصديق سعدي ثجيل وزوجته الكريمة أم رام , بانتظارنا في مطار اربيل , رغم انني أبلغته , ان العنوان معي , وسنأخذ سيارة اجرة لتوصلنا الى داره العامرة , إلا انه رفض وحضر وزوجته الى المطار , رغم برودة الجو , لإصطحابنا الى داره العامرة .

شعرت ان الأخ سعدي قد تفرغ عن العمل , بمناسبة زيارتي , فبعد استراحة لبضع ساعات , اصطحبني معه الى سوق القلعة الشهير , حيث محلات اخوتنا الصاغة , وهناك التقيت بالكثير من الشخصيات المندائية في اربيل , وقد دعا مضيَّفي الكريم عددأً منهم مساءً الى داره , على شرف وصولي .

اربيل الجميلة : وأربيل مدينة ناهضة , هادئة وجميلة , فشوارعها الجديدة الواسعة , وأسواقها الحديثة " المولات " وحدائقها الجميلة , وحتى الطاقة الكهربائية , كان تجهيزها جيداً , قبل بضعة اشهر , إلا ان عدد اللاجئين , من مهجرين ومهاجرين , قد انعكس سلباً على حياة المدينة , ويقال ان عدد سكانها الآن , اصبح ضعف العدد الأصلي فيها مما سبب ضغطاً مضاعفاً على جميع مجالات الحياة وخصوصاً البنى التحتية , كالكهرباء والطرق الداخلية , حيث الأزدحامات المرورية وغيرها من أوجه الحياة الأخرى ... وقد لاحظتُ ان غالبية مشاريع البناء والأسكان الكثيرة , متوقفةٌ , بسبب الأزمة الأقتصادية التي يعاني منها العراق ككل بما في ذلك أقليم كردستان . كما حدثني احد موظفي الأقليم , بأنهم لم يستلموا مرتباتهم منذ اربعة اشهر , إلا ان الوضع هادئ , والناس متفهمون الحالة الراهنة ....كانت ليلتنا الأولى جميلة , بحضور عدد من الأخوة المدعوين, ووجوه الطائفة في اربيل , خالد أمين رومي وتوما زكي زهرون ونزار شنيشل ( أبو حسين ) وعبد الواحد شنيشل , الذي كان في زيارة لأربيل هو الآخر , وخلدون بدر وثائر جبار رومي والناشط المندائي حافظ , وآخرون ...

في صباح اليوم الثاني , أو بالأصح ظهيرة اليوم الثاني , رجوت الأخ سعدي , ان ازور مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني , للسلام على الرفيق كمال شاكر , سكرتير اللجنة المركزية , الذي تربطني به صداقة أيام

" سجن نكَرة السلمان " فلم نجده , عندها اقترح الأخ سعدي ان نزور مقر منظمة الأنصار الشيوعيين , وكانت قريبة , وهناك , وجدنا سكرتير المنظمة , القائد الأنصاري المعروف الملازم خضر " ابو رائد " , الذي يتمتع بسمعة رائعة ومحترمة من الجميع , لتاريخه البطولي المشرف اثناء مقارعة النظام السابق . وقد رحب بنا الرجل اجمل ترحيب , وكان معه الرفيق " آشتي " الذي التقيته أكثر من مرة في ديترويت . بعد ايام دُعينا الى مزرعة احد الرفاق الكرد , حيث شيد فيها داراً جميلة , وهناك التقيت مجدداً بالقائد الأنصاري الملازم خضر والرفيق آشتي , وعدد من قادة الحزب الشيوعي الكرستاني , ولكني لم احظَ بلقاء الرفيق كمال شاكر , وعلمت أنه يشكو من وعكة صحية  .

في الجمعية المندائية : في الليلة الثانية من وصولنا , أقامت لجنة شباب الجمعية لقاءً خاصاً على شرفي , في مقر الجمعية , تحدثتُ خلاله عن تجربتنا في ديترويت , خصوصاً بعد الحريق الذي شب في بناية الجمعية , ونجاحنا في شراء بناية جديدة أكبر بكثير من بنايتنا السابقة . كما حدثتهم عن العلاقة الأيجابية بين الجمعية المندائية في ديترويت ورجال ديننا الأفاضل, حيث جنبناهم الأنغمار في العمل المدني ومشاكله , متفرغين لواجباتهم الدينية , حيث اثبتت هذه التجربة نجاحها التام ... فاتني ان اذكر ان الجمعية الثقافية في اربيل , وخلال وجودي , قد جددت أثاثها بنوعية جديدة ممتازة من الستيل والجلد الأسود فظهرت القاعة رائعةً وفي غاية الجمال .

لقاء الأخوين في اربيل :  بعد بضعة أيام من وصولنا , وصل الى اربيل ابن عمي وخال أولادي , المناضل والمثقف التقدمي عبد الخالق حسين سالم , والتقى باخته , أم زيدون , بعد فراق مر استمر 37 عاماً , حيث غادر العراق عام 1978 , ولم نلتقِ به , أنا واخته إلا هنا في اربيل . أصر الأخ سعدي على ان يستضيفه معنا لكني نرتوي من لقائه بعد هذا الفراق الطويل . بقي في اربيل ثلاثة ايام ليغادر بعدها الى موسكو حيث مقر سكناه وعمله ... وبصراحة انني عاجز عن وصف المشاعر والأنفعالات التي اعترت لقاء الأخ واخته بعد هذا الفراق الطويل . وأنا اعتبر هذا اللقاء من اهم مكاسب سفرتنا الى اربيل . وعبد الخالق ( أبو خلود ) معروف في اوساط الأنصار الشيوعيين في كردستان , إذ أمضى هناك تسع سنوات مقاتلاً شجاعاً , وقد جرح في معركة بشتاشان .

انتخابات مجلس شؤون اربيل : خلال وجودنا في اربيل, جرت انتخابات مجلس شؤون اربيل, وقد حضر وفد من مجالس بغداد للإشراف عليها , وكانت فرصة جميلة ان التقي الأخوة سكرتير مجلس عموم الطائفة الأخ ابو عمار والدكتور اسعدجبار الناشي , كما حضر المناسبة الأستاذ حارث شنشل السنيد , عضو مجلس النواب العراقي , وقد جرت الأنتخابات كما كان مقرراً , وقد فاز اصحاب الخبرة السادة خالد امين رومي رئساً للمجلس وسعدي ثجيل نائباً للرئيس وتوما زكي زهرون سكرتيراً للمجلس  .

خلال هذه الفترة زرت محافظة كركوك مرتين لإنجاز بعض المعاملات الرسمية , وعند العودة الى اربيل لفتَ انتباهي بناءٌ كبير جميل في مدخل اربيل , بُني على طريقة البيت الأبيض الأمريكي , فهو بناء مربع الشكل واسع الأبعاد ابيض اللون , تعلوه قبة بيضاء كبيرة , وعلمت من السائق , ان هذا البناء هو مقر المكتب السياسي لحزب الأتحاد الوطني الكردستاني , ويطلق عليه السكان هناك " القصر الأبيض " ,,, انه احد المعالم العمرانية لأربيل الجميلة .

زيارة شقلاوة : في السادس عشر من كانون الأول , اي قبل أربعة ايام من عودتنا الى ديترويت , زارنا الدكتور محمد علي عبد المجيد , وهو من معارف الدكتور خالد صلاح زوج ابنتي , وكان قد زارنا في ديترويت قبل اشهر , واصطحبنا بسيارته الى قضاء شقلاوة الجميل , حيث استضافنا الرجل وزوجته الدكتورة ابتسام , في دارهم . أمضينا ليلتنا في شقلاوة الجميلة , والباردة في هذا الوقت من السنة , لنعود عصر اليوم التالي الى اربيل . وكانت ليلة مبيتنا في شقلاوة , هي ليلة اجراء انتخابات مجلس شؤون اربيل كما ذكرتُ سابقاً .

العودة الى ديترويت : صباح يوم 20/12/2015 غادرنا اربيل الجميلة , واهلها الطيبين , ومضيفنا الكريم الأستاذ سعدي وعائلته , الذي اصر إلا ان يوصلنا للمطار , بل كان يدفع حقائبنا الى آخر نقطة مسموح له ان يصلها , والحقيقة ان لساني وقلمي عاجزان عن الشكر والأمتنان لهذا الرجل المضياف وعائلته , لما قدموه لنا من حسن الضيافة وكرم الأخلاق ...

كان لنا توقف طويل آخر في مطار عمان, قرابة اثنتي عشرة ساعةً , وكانت صحتي قد بدأت بالتردي بسبب عدم

احترازي من البرد في شقلاوة ...وكانت الرحلة طويلة , حيث وصلنا يوم 21/12/2015 الى ديترويت , ومن يومها وأنا اقصُّ على اولادي وعوائلهم عن الأيام الجميلة التي قضيناها في اربيل ...ولقاءنا بخالهم العزيز عبد الخالق , والأخوة المندائيين في اربيل الذين غمرونا بحسن استقبالهم وترحابهم ...

ألف تحية لكل الأصدقاء في اربيل وكركوك , متمنياً ان استضيف أياً منهم في ديترويت لأردَ جزءاًمن الفضل الذي غمرونا به ...

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-01-2016     عدد القراء :  3555       عدد التعليقات : 0