الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
واحد شايل لحيته والثاني..

لا أدري أين يعيش البعض في عالمنا الجديد، فالعالم بفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح قرية واحدة، لا فرق بين شرقه وغربه وشماله وجنوبه. فالجميع يستطيع معرفة ما يحدث في أقصى بقاع الدنيا، وأخبار الحوادث تنقل مباشرة ولا شيء يمكن إخفاؤه، وهذا البعض يحاول إعادة عقارب الساعة الى الوراء، فتارة يحرم الطماطة لأنها حمراء ويوما يحرم الباذنجان لأنه «نثية وذكر» ويوما يحرم الصمون لأنه لم يكن على عهد السلف الصالح، وآخر ما سمعناه أن معهد الفنون الجميلة حرم اختلاط الطلبة بالطالبات ويطالب بفصل الجنسين لأن اجتماعهما يقرب الشيطان بينهما، في الوقت الذي أعلن قبل أيام أن أحد أصحاب اللحى من أصحاب الدين الجديد كان مديرا للأقسام الداخلية، فضبط بالجرم المشهود وهو يمارس (الميِسَّماش) وأعلن عن احالته الى القضاء. فاللحية الكريمة لم تمنعه من ارتكاب الموبقات.

وفيما أنا أكتب هذه السطور اقتحم خلوتي صديق العمر(سوادي) الذي كان في مزاج رائق،فبادرته القول: «أراك طائرا من الفرح..هل ارتفعت أسعار النفط؟» وعندما سمعني أنكمش على نفسه وقال لي بحدة غير مألوفة: «مو صوچك..صوچ الجاي متعني يشوفك، تدري طيرت الفرحه من راسي من ذكرتني بالنفط؟». تضاحكت في وجهه وسألته عن سر فرحته. فأخبرني بتحرير الرمادي، شاركته فرحته، وشكرت له هذه البشرى، فسألني: «وانته ما سمعت؟» فقلت له لقد كنت مشغولا بالكتابة ولم أعلم بهذا النبأ إلا منك، فقال لي بحدة ظاهرة: «وشقبضنا من كتاباتك؟ حررت فلسطين؟ رديت الجولان؟خلصتنه من الإرهاب؟ والله لو تبطلون هاي السوالف أحسن، طول أعماركم تكتبون، لكن ياهو اليقره.. ما أدري؟ أقرالي الكتبته حتى أشوفن بيه فايده لو تسفيط جرايد؟»، قرأت له ما كتبت. فقال: «ولكم لا صايره ولا دايره، واحد شايل لحيته، والثاني متعاجز منها، والله ذوله إذا ما لگو واحد يوگف بوجوههم، ويوگفهم عد حدهم شوف شراح يسوون،هسه يجي يوم يردون عالمله، وعله ( زبر حم) ويجيبون صبورة من تنك ونكتب بالفحمه، وبمكان الأقلام نكتب بالريشة، ذوله ليوين راح يردونه،ما أدري؟ ولكم شوفوا العالم ليوين وصل، وأنتم حايرين بهاي المكسرات والسوالف اللي لا تسمن ولا تشبع، وچماله يگولون أسكت، وآنه أشوف أهلنه ترجع ليوره، والعالم زرعوا فوگ الگمر نعناع، وهاي الوادم «ما من وراهم فايده بس دخانها يعمي» و «مثل عيال الچلبه أبيضهم نگس» و»حسبالهم الفروه احياچه» وما يدرون الوادم صارت وين، وبعدهم يسولفون عالسعلوه والطنطل، وحسبالهم صدگ الدنيه واگفه عله گرن ثور، أهمدانه عله هالتالي..إذا صارت العميان هي التدلينه عله الدرب، وأدري تالي يذبونه بهبيه وأشلون نطلع منها..؟.. ما أدري..!!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-01-2016     عدد القراء :  3759       عدد التعليقات : 0