الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مصروفات الضيافة/ ضحك على الذقون

   في زمهرير الشتاء الأسكندنافي المظلم ، والمتجمد نضطر في ألتزام الشقة ، وللتغلب على وحشة الوحدة ، والشعور المدمن في وخزات "الهوم سكنس " نلجأ أضطراراً إلى القنوات العربية وأخبارها السوداوية (حتى نشبع قهر) وكان قدري أمام فضائية عراقية تقدم برنامج بعنوان (موقف) ، وضيوفه الأربعة المختلفون مسبقا وأصلا ، وطرح سؤالأً غريباً مفاجئاً نزلت كصاعقة مدمرة لنفوسنا المتعبة فزادنا السؤال ألماً وحسرة وأحباطا ويأسا ، فكان {ما هو تعليقكم على مصروفات (الضيافة) في مجلس محافظة البصرة الأنفاقي" والبالغ سبعه إلى عشرة مليارات دينار عراقي سنوياً ؟؟؟ } حقاً أنهُ رقمٌ فلكيٌ مخيف ، بل رقمٌ خرافي ، على جاي أو كهوه هذه المليارات !!! أنهُ كرم بصري لا كرم طائي لأن الرجل حاتم الطائي ذبج فرسه للضيف ، ولكن مجلس المحافظة ذبح الشعب العراقي ، ولأنها صفقة سرقة وسفاهة مال علنية ، وأتفاق فساد مالي وأداري بين (الضيف) اللص و(المعزّبْ) شيخ الحرامية و صدق (الخيّرْ) الجنوبي الذي قال : (البكلب الضيف يعرفه المعزب) والذي زاد في وجعي على وطني المباح بهذا الفرهود المأساوي.

   وكانت أجابات الضيوف النشامى غير مقنعة طبعاً تخضع للمحاصصة والتسقيط السياسي ، وننردد بحسرة وألم ومرارة ، وليعذروني لتوجيه هذا السؤال : ألم يكن فيكم رجل رشيد يا مجلس المحافظة وتتذكروا شعب البصره وهو يشرب الماء المالح ، والعجز المالي للدولة الذي وصل إلى 35 مليار دولار أخضر ، بسبب لصوص المال وحرب الأستنزاف الداعشي برعاية (السي آي أي) ومملكة الكراهية (بني سعود) وكطر موزه ودون كيشوت حريم السلطان أردوغان وعرابه المحتال أوغلو وجواسيس الفنادق والمنصات تحت خيمة واشنطن ، وأن حكومة الغفلة سوف تقترض من صندوق النقد الدولي بشروط ثقيلة وهي تردد (يا محسنين) وفي أغنى بلد يعوم على بحرٍ من النفط ، وأعلموا يا سادة ويا كرام هناك تسريبات أن الحكومة سوف تمد يدها إلى موجودات الخزينة المركزية – بعد تعديل القانون الذي لايسمح الأقتراض من موجودات غطاء النقد العراقي - وعند ذلك يتحوّل الدينار العراقي إلى ورق للتنظيف .

   دروس بليغه في التواضع والحرص على المال العام - رسالة للعراقي الأصيل فقط وليس لهجيني الولاء والأنتماء :

   ** كان ميراث الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم (سفرطاس وصحن وبطانية فتاح باشا ودينار وربع مطلوب منها 700 فلس لصاحب المطعم الذي بقرب وزارة الدفاع .

   ** في وزارة ناجي السويدي 1929 رفض ديوان الرقابة المالية طلب الملك فيصل الأول من الحكومة مبلغا زهيدا لعلاج ولده ولي العهد غازي في لندن ، كان رد وزارة المالية " أصرف من جيبك أذا أردت العلاج في الخارج .

   ** وحرص وزير المالية العراقي اليهودي " حسقيل ساسون " معروفه ومؤرشفة في الذاكرة العراقية (المرحومة !!! لأن الأختشوا ماتوا) .

   ** عند فوز حكومة (سيريزا) اليساري اليوناني في أنتخابات ديسمبر 2014 ، الوزراء اليساريون تخلوا عن سيارات الحكومة لتوفير مستحقاتها في دعم الخزينة ، وأستعملوا الدراجات الهوائية .

أعذروني أذا كان " العراق هميّ المزمن --- وعشقيّ الأبدي --- فأليك حبيبي --- ودعني أصلي

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 19-01-2016     عدد القراء :  3642       عدد التعليقات : 0