الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عزيزي \"الاصلاح\" لعلك بخير!

لم يعرف  التاريخ موتا شغل الفلاسفة والفنانين  والكتاب  ، مثل موت الفيلسوف سقراط ، المشهد لايزال حاضراً بقوة في  ذاكرة التاريخ ، سقراط المحكوم بالاعدام  على يد  حكام اثينا ،  يتهيأ لشرب السم  تنفيذا لقرار حكومي يتهمه بإمتناعه عن عبادة الهة المدينة  وباختلاق بدع دينية  وبافساد شباب اثينا .. يقول تلميذه الوفي افلاطون انه كان يذهب اليه كل يوم ويحادثه ، وفي إحدى المرات  وجده مهموما فسأله ، مابك ايها المعلم ، احوال الناس  قال سقراط ،  ثم سأل تلميذه :  كيف يمكن تحقيق الكمال ؟ لم يتأخر افلاطون في الجواب ليرد: يا سيدي، أنت تعرف ان الكمال لايتحقق الا في مدينة فائقة التنظيم .

نقرأ في كتب الفلسفة والأدب والروايات وحكايات الشعوب من أجل ان نتعلم ، وفي كل ما قرأته عن سقراط ، لم أر إلا حقيقة واحدة ، هي ان لا مجال للجهل والانتهازية والتغاضي عن قول كلمة الحق في الدول التي تريد السعادة والكمال لشعوبها .

يتشابه البؤس مع الخراب، وتختلف أرقام وأحجام خسائر الوطن والمواطن، فيما الناس تدفع ثمن ما تجمّع عليها من دراويش و(روزخونية) إرتدوا  زي الساسة، خطفوا كل شيء، المال والقانون، والرفاهية، والأمل. تجمَّعوا وخرجوا في خطاب كريه، ففي اللحظة التي يخرج فيها العالم كل يوم إلى السعادة والعدالة الاجتماعية والمستقبل... يصر" زعاطيط السياسة " على بناء سواتر تمنع الفرح عن الناس، ألم يحذرونا امس في عبارات سقيمة خطت على الحيطان  ان  :" من صافح امراة فقد باء بسخط الله " تريدون المزيد " الغناء يورث الفقر " وعشرات من حكم ومواعظ  " تقاة " يجدون في السعادة والفرح إثما وفي سرقة الناس وقتل الابرياء واجبا شرعيا  

نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لايحكمها ساسة " دراويش  "  ، ولكننا نمر عليها  على عجل. لأننا مشغولين بحكايات الاصلاح التي لا تريد ان تنتهي وبتفسير " أحجية " الجعفري الاخيرة : " بقاء الأتراك على أراضينا أنتقل من عدم الإرتياح لعدم التحمل " ولهذا لانتوقف على خبر مثير يقول ان   النائب العام  في السويد بدأ تحقيقا حول شقة في ستوكهولم تستأجرها  وزيرة الخارجية ، يقال انها اي الوزيرة تجاوزت  دورها بقائمة الانتظار للحصول على الشقة ،  خبر مضحك بالنسبة للمواطن العراقي الذي لايعرف كم شقة يملك بهاء الاعرجي في دبي ، وما هي ثروة صالح المطلك  ، واين ذهبت الاموال التي استولى عليها المحروس ملاس.

إذا عدت الى صحف العام الماضي ستجد نفس الاخبار ، العبادي :" سائرون في تنفيذ ورقة الاصلاح " ، المالكي  يدعم قرارات الاصلاح ، علاوي يصر على ان الاصلاح مخالف للدستور ، أرجوكم لا تسألوني عن رأي الزعيمة ، فانا متهم " بالانبطاحية "    

  كتب بتأريخ :  السبت 23-01-2016     عدد القراء :  3357       عدد التعليقات : 0