الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مليون من التواقيع .. والضمائر .. والزهور !

     يريد سدنة التخلف مزيداً من إشاعة الفساد حتى يتوفر لهم مزيد من سبل النهب والإثراء الفاحش على حساب بؤس الملايين من الجياع والمحرومين، في البلاد المطوّقة بالرزايا والنوائب .. البلاد التي يصفها المجتمع الدولي، كل عام، من بين الأكثر فساداً.

   أما الفتية الذين يجولون في شوارع العراق .. يطلقون النداء ليجمعوا مليون صوت ضد الفساد، الآفة والمعضلة الأعظم، وقد خرّبت البلاد والعباد .. هؤلاء الفتية يسعون الى أن يهزّوا الضمائر والعروش.

   الشباب الذين يقدمون أمثلة ملهمة في الدأب ووضوح الرؤية والروح الثورية والتحدي والاصرار على التغيير، جديرون بأن نضيء أياديهم، وهم يمنحونها للمحتجين ضد الفساد، والمتطلعين الى عدالة اجتماعية ودولة مدنية حقيقية.

   وهذه الحملة من أجل مليون توقيع، وهي ركن أساسي من أركان تمرين الكفاح، ينبغي أن تتواصل وتتصاعد، متفاعلة مع أشكال نضالية أخرى، في مسير الاحتجاج.

   أما الغيارى على مصائر بلاد ما بين النهرين فينتظرهم أن يصدحوا، كل حين، بأناشيد التضامن مع جامعي التواقيع، وهم ينهضون، متحدّين ثقافة الراهن السائدة، وعواقبها الفاجعة، وساعين الى الاطاحة بطغمة الفساد وسلطة النظام القديم التي تحميهم.

   أجامعو تواقيع .. أم جامعو فراشات .. تطير محلّقة فوق مليون من الزهور .. والضمائر !

   يا لأياديكم التي تسطّر صفحة في تاريخ مجيد .. ويا لأرواحكم التي تنير الطريق الى أفق بعيد ..

   يا حاثّين الخطى في الشوارع والساحات والأماكن .. يا طارقي الأبواب .. عليكم السلام، ونعم المكافحات والمكافحون أنتم ..

   خوضوا غمار تمرينكم .. وخذونا بألق إصراركم، ودفء رغباتكم، وسمو قيمكم، الى الضفاف، حيث تركزون راية المليون ضمير ..

   إمضوا في دربكم الممتد حتى قيامة الجياع .. يوم إطاحتهم بمن يكنزون الذهب والفضة، وقد بشّرهم الله بعذاب أليم ..

   يا جوّابي البلاد .. يا سائرين وسط الناس، وأنتم تحملون مشاعل الحرية ومرايا الرجاء ..

   بأياديكم تختلف التلاوين والظلال .. ويأتلف السخط والأمل .. والمآل أن يلتقي المختلف والمؤتلف كما يلتقي الرافدان ..

   كونوا أنتم النجوم حتى يليق بكم المجد، واليكم يظل ينظر المحتجون، مثلما الى الرايات والينابيع ينظرون ..

   يا شفّافين مثل بلّور أرواحكم .. يا أرقاء مثل زهراتكم .. يا مشتهين اكتشاف الحقيقة .. في كل المنعطفات نترقبكم .. ونترقب أصواتكم وتواقيعكم المليون .. لا تطيلوا الغياب ..

   معكم نغذّ المسير الى المرتجى عابرين أشواك الضرورة الى فضاء الحرية ..

   معكم نمضي مقتحمين .. نجتاز متاريس الجائرين .. ونهز عروش الظالمين .. نقاوم الخنوع .. ننحت في حجر .. والناس ماؤنا .. و"من وثق بماء لم يظمأ" قال علي بن أبي طالب ..  

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-02-2016     عدد القراء :  2661       عدد التعليقات : 0