الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
8 شباط الثورة السوداء
بقلم : شوقي العيسى
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في مثل هذا اليوم الثامن من شباط 1963 امتدت ايادي الغدر والخيانة والتآمر العربي لقتل أضحوكة الشعب العراقي ، اغتالت بغدرها وبؤرتها العفنة الزعيم الذي ابتسم له جل الشعب العراقي والذي شهد له بكل شيء يسمو فيه ، ذلك الشهيد عبد الكريم قاسم الذي حكم العراق لاربع سنوات اخجل فيها الصغير والكبير في بساطته واهتمامه لشعبه.

لقد كان للثامن من شباط ثورة سوداء بمعنى الكلمة حيث برزت فيه خفافيش الظلام من حزب البعث الذي تغذى على امتصاص الدماء وتربى في احضان الصهيونية ، وقد دفعت تلك العصابات لتغتال الفرحة التي رسمت في قلوب العراقيين لاربع سنوات.

ان هذه الثورة السوداء والتي اطلق عليها البعثون بعروس الثورات كانوا يتهمون فيها الزعيم عبد الكريم بانه دكتاتور وقد تبين فيما بعد ان الدكتاتور صدام وحزبه ، وكذلك كانوا يتهمون الزعيم بفسح المجال أمام الشيوعيين في تسلم مقاليد الحكم واضطهاد الناس ، وقد تبين للقاصي والداني ان الشيوعيون أشرف من البعثية بل ان غالبية الشخصيات الشيوعية انما هم من الوطنيون ويتحلون بفكر عال من الحنكة السياسية وان من اضطهد الشعب العراقي هم البعثية وليسوا الشيوعية، لكنها مؤامرة اشترك فيها العرب والقوميين والبعثية وضعاف النفوس.

منذ صغرنا وكنا نستمع من اباءنا واجدانا عما كان عليه العراق قبل ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم فكانوا يستشعرون بلذة الحديث واهاتهم وزفراتهم تتصاعد عند ذكر ذلك القائد الذي احب الشعب واحبه الشعب وهذا اهم مافي القائد، ناهيك عن الانجازات المهمة التي غيرت مسار خريطة العراق فبعد ان كان العراق ملكياً اصبح حكمه حكم جمهوري والتخلص من عبودية العوائل الحاكمة والتسلط الذي كان سائدا انذاك في الحكم العثماني، وكذلك تعزيز روح المشاركة والمساهمة الفعليه في الوطن ومشاركة الاكراد والعرب وهذا ماعملت عليه الفئات القومية في زرع روع الطائفية المقيتة ضد الزعيم، كان يركز على اهمية الروح الوطنية واعتماد الهوية العراقي لكل مواطن في البلد، وهناك العديد من الانجازات على المستوى الداخلي الاقتصادي والسياسي وعلى مستوى الخارجية، الا ان العملاء لم يرق لهم ذلك فتمت مؤامرتهم لاغتيال الروح الوطنية العراقية ومنذ ذلك الحين لم تعد هناك شخصية عراقية وطنية يجتمع عليها غالبية الشعب العراقي كالزعيم.

رئيس رابطة الكتاب العراقيين / أستراليا

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-02-2016     عدد القراء :  3465       عدد التعليقات : 0