كشفت هيأة النزاهة العراقية ، على موقعها الالكتروني في 18-2-2016 ، عن إنتهاء المرحلة الاولى من ملف تضخم أموال المسؤولين ، وإحالة بهاء الاعرجي وصالح المطلك وفاروق الاعرجي ونعيم عبعوب ، الى القضاء بتهم تضخم الأموال والكسب غير المشروع وإستغلال المنصب الوظيفي ، مشيرة في الوقت نفسه الى الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في إنجاز هذا الملف حيث قالت أن هناك من تنصل عن مساندتهم ومد يد العون لهم وصعوبة الحصول على الادلة والاثباتات ، داعية جميع الوطنيين الحقيقيين للوقوف الى جنبها في تلك "المعركة العادلة" .
أنها ليست معركة عادية تخوضها جهة رقابية مع منظومة الفساد الكبيرة في البلد ، أنها معركة مصير الوطن أن نخرجه من ربقة الفاسدين لنضعة بيد ابناء شعبه ، وحيث ان المتهمين لم تثبت إدانتهم بعد فهم أبرياء ، والمعركة تلك مستمرة بقوة المحققين في الهيأة ورجاحة عقولهم وقسوتهم على الظالمين ، ونشد على أيديهم أن لا يتراجعوا قيد انملة عن معركتهم العادلة الشريفة ، إنها معركة 36 مليون نسمة ، وهي معركة الارامل ومعركة الشهداء ومن ذهبوا ضحية الفساد بكل أنواعه وهي معركة من غُيبت أجسادهم بلا شواهيد والملايين من الايتام والملايين من الفقراء ومعركة من يسقط اليوم من شبابنا مخضباً بدمائه على أرض الوطن من أفواج الشهداء اللذين قدموا أرواحهم هدية لوطنهم .
انها معركة سيشهد لكم بها كل شهيد ضمه ثرى الوطن امام الله ، ولكن لا تتراجعوا عنها وأن تخفت عزيمتكم مع أول إطلاقة نار من صحيفة فاسدة مأجورة لأقلام الفاسدين ، ورابطوا على حق شعبكم وانتزعوه وحري بكل شريف اليوم ان يقف معكم في تلك المنازلة ، منازلة الحق مع الباطل ، منازلة المستقبل البهي لأبنائنا مع ظلامية الفساد والتكفير ، أنكم تقاتلون اليوم كما أبنائنا في جبهات الفداء والتضحية بل إنكم تقاتلون اليوم ليستمر أخوتكم من أبطال الجيش المغوار والحشد الباسل والبيشمركة والعشائر في القتال بل أن قتالهم سيكون إمتداداً لقتالكم .
عليكم أن تحسنوا التدبير في تلك المعركة ، لابد من وجود فاسد أستغل منصبة للإثراء الفاحش ، وهؤلاء ليس من السهل إكتشافهم وإكتشاف ملكياتهم من الأموال والعقارات ، لكون الفساد منظومة مافيوية كاملة التنظيم وفائقة السرعة في الحركة والتطوير لقابلياتها ، فهي تطور وسائلها الدفاعية والتحوط مع تطور قابلياتكم على الكشف والمراقبة ـ ولكننا على ثقة تامة بكم أن تكشفوا لنا عن العابثين بأملاك الملايين من الشهداء ، وأن يتم الكشف عنهم وإحالتهم الى القضاء العادل لينالو الجزاء الكامل وإستعادة ماتم نهبه بلا ضمير .
الآن بدأت الإصلاحات الحقيقية وثورتها تنطلق اليوم من هيأة النزاهة العراقية ورجالها من موظفيها ممن سيضعون أرواحهم على اكفهم في سبيل قتال سيطول وحرب ستتوسع لكون الفساد قد استطال وتمدد في كل جزء من مؤسسات الدولة ، الحربب طويلة وسيفوز بها من يطاول ونكاد نجزم بأنكم اهل لها .
على الحكومة بكابينتها أن تدرك أن الإصلاحات تنطلق اليوم لتضع الحد للتجاوز على الاملاك العامة واستغلال الوظائف الحكومية الكبيرة للكسب غير المشروع ، وهذا هو الملف الأول ، الذي نعتقد أنه أوقف الكثير من عمليات الفساد التي كان المفسدون يأملون أن يبدأو بها فنكسوا على أعقابهم خائبين بعد الإعلان عن نتائجه.
تلك الاخبار تطلق البهجة في قلوب المظلومين ، وستكون مثار إعجاب بالهيأة من قبل من تستهدف الهيأة خدمتهم من أبناء الشعب وعليها أن تطلق ملفها الثاني في معركتها العادلة الشريفة والشعب بإنتظاره .
لا نعتقد أن الإصلاح الحقيقي يتم بتنحية وزير أو دمج وزارات ، فليس راتب الوزير هو المشكلة ، فما يزيد رواتب عشرة وزراء في الموازنة ؟ أنها ذرة من رمال صحراء ، الاصلاح الحقيقي يبدأ هنا في أروقة هيأة النزاهة وجنودها هم قادته ، وعلى الحكومة تقديم كل الدعم مهما كان نوعه وتزويدهم بالقوة اللازمة لحماية المحققين ، وزارتا الداخلية والدفاع يجب أن تكون في خدمة الهيأة ورجالها وحمايتهم والحفاظ على أرواحهم من الهجمات المرتدة من جيوش المفسدين وممن سيحاولون بشتى الطرق إيقاف الزحف على كراديس الفاسدين ممن عاثوا بأملاك العراقيين فساداً .
وعلى كل من فرض نفسه على الوطنيين والشرفاء أن يقدم دعمه للهيأة ، أن يثبت ذلك اليوم وهو يوم إثبات الوطنية الحقيقية والشرف الحقيقي والانتماء للوطن ، فكل ورقة ووثيقة اليوم لها ثقلها في تلك المعركة وهي كقذيفة المدفع ، علينا أن نزيد من زخم هجومنا المقابل على فساد استمر لأكثر من عقد من الزمن أضعنا فيه مئآت المليارات الدولارات هي متاع مستقبل الشعب وزادهم .
zzubaidi@gmail.com
الآن بدأت الاصلاحات الحقيقية !
