الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أطفال غير شرعيين تحت الطلب !

تحت ظل العتمة القاتمة التي تطال مستقبل بلدنا ، وحيث من الممكن أن تبيع أي شيء حتى البشر حينما تخلوا القلوب من الرحمة وتطحن الايام الصعبة الضمائر التي كانت يوماً عفيفة يشبعها الرضا والخوف من سلطة القانون من أن تمتد لتجارة راجت بعد 2003 ، الا وهي تجارة البشر ، أقبح عمل ممكن القيام به ليهدم الاسر ويشيع الرذيلة في المجتمع ، الأطفال غير الشرعيين نتاج حقيقي للعلاقات التي تهدم أركان المجتمع وتهز عرش الرحمن .

الداخلية العراقية أعلنت في بيان على لسان المتحدث بإسمها العميد سعد معن إن "مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية قسم المالية والاقتصادية وبناء على معلومات دقيقة ألقت القبض على قابلة مأذونة في احدى المناطق الشعبية ببغداد تقوم ببيع الاطفال غير الشرعيين بمبالغ مالية تصل الى اكثر من عشرة ملايين دينار". مضيفاً  أن "العملية تمت بالجرم المشهود اثناء عملية التسليم والاستلام"، مؤكدا أنه "تم اتخاذ الاجراءات القانونية وفق المادة السادسة من قانون الاتجار بالبشر".

بيع الاطفال غير الشرعيين يدخلنا في متاهة عميقة لما وصل اليه حالنا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا على الرغم من أن وقوع حالات جرمية كثيرة أمر واقع مع ارتفاع معدلات السرقات في الاحياء الشعبية بالعاصمة واحياناً في وضح النهار ، ولكننا في الوقت نفسه نشيد بقوة بقدرة مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية التي تمكنت من الكشف على تلك المجرمة ونتسائل في الوقت نفسه عن حجم الحالات لمثل تلك الخروقات التي تخدش الضمير الانساني ؟ إذا ما علمنا أن تجارة البشر تجارة دولية تقوم بها مافيات عالمية تتحصل منها على ارباح تقدر بـ 28 مليار دولار سنوياً ـ وتشير إحصائيات الأمم المتحدة أن تجارة البشر من الأطفال تصل إلى 2.46 مليون طفل ، وأنه يجري استغلال الأطفال الذين يولدون في أوروبا بدون والدين محددين، ففي روسيا هناك أكثر من مليون طفل بدون والدين، ويزيد هذا العدد كل عام، بسبب الفقر والعجز الاقتصادي، كما تتخلى النساء في براغ عن 20 ألف طفل سنوياً ، كما أكدت دراسة قامت بها «جمعية حقوق الطفل» التابعة للأمم المتحدة بيع 20 مليون طفل خلال السنوات العشر الأخيرة .

ليست تلك القابلة وحدها من باعت اطفالاً غير شرعيين ، بل أن هناك حالات كثيرة أفرزتها الوقائع اليومية ومنذ عام 2003 وحتى يومنا هذا كانت الاخبار تشير الى وجود بدايات واضحة لظاهرة الاتجار بالبشر ، موقع الجورنال العراقي كان قد نشر أحدى أهم قصص الاتجار بالأطفال بطلتها إحدى نساء الرذيلة في منطقة الميدان في الثلاثين من عمرها تنجب اطفالاً نتاجاً لممارساتها اللاإخلاقية وتبيعهم . هذه حالة واحدة من حالات عدة شاعت بعدما تفسخ العلاقات الاجتماعية  وشيوع الفساد والرذيلة ، وفي حالات أخرى كشفتها المواقع الالكترونية العراقي كانت لمقابلة مع رئيسة اكبر عصابة للمتاجرة بالاطفال حديثي الولادة بعد خطفهم من المستشفيات العراقية كانت تدير شبكة من القابلات المنتشرات في مناطق عدة من بغداد ليجلبوا الاطفال ويباعوا عبر وسيط واحياناً يتم بيعهم لرؤساء فرق التسول لإستخدامهم في تلك العملية .

علينا تفكيك الاسباب الحقيقية لنتاجات الاطفال غير الشرعيين ، فطالما لنا حرية مطلقة فمن الممكن ان تحدث الاخطاء الكبيرة ومن الممكن ان تبدأ النتاجات الخطيرة  لتلك التجارة القذرة ، للداخلية ورجال استخباراتها الدور الاكبر في تلك العملية ويجب ان تكون لهم القدرة الكافية على تقصي حقائقها بدقة والبحث عن بؤرها والتحصل على كل المعلومات اللازمة للقبض على أولئك المجرمين وتقديمهم لمقاصل الإعدام ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه أن يتخذ من الاطفال مهما كانوا وسيلة لتجارتهم ، فربما يكبر الطفل ليصبح ارهابياً ، ولدينا اليوم اطفالاً تربوا في كنف عوائل محترمة لم يفلحوا وعادوا رجالاً يضرون وطنهم أكثر مما ينفعوه فكيف بنتاج عدم الشرف وكيف سيبتلي وطنهم بهم وكيف سيتم تطويعهم لخدمة الجريمة المنظمة وتقوية شبكات الدعارة التي يجب محاربتها اليوم وعدم السكوت عليها مهما كلف الأمر .

نحن بحاجة الى أن نتقرب من شبابنا بكل الطرق ونساعدهم على يكملوا مشوار حياتهم بلا صعوبات وعوائق تدفعهم لارتكاب المعاصي والركض خلف بؤر الأثم والرذيلة .

zzubaidi@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-02-2016     عدد القراء :  2868       عدد التعليقات : 0