الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الموصل ليست للبيع

   --- فلا نامت عيون الجبناء ووطنهم مستباح وأرضهم مسلوبة ، ونساءهم مهانات ، وكأني أسمع حشرجات صدى أنين وطني الأسير وهو ينادي : هل من ناصرٍ ينصرني ؟ ---- لبيك يا هويتي ، ونبض وجودي ، وملعب صباي، وصومعة طقوس صلاتي ، وأيقونة عشقي الصوفي ، يا وطني الحبيب ، وأحسن سامي البارودي في حنين الوطن :

   وكيف أنسى دياراً تركتُ بها       أهلاً كراماً لهم ودي وأشتياقي

   فيا بريد الصبا بلغ ذوي رحمي    بأني مقيمٌ على عهدي وميثاقي

   أنّها نينوى شمال عراقنا الحبيب ، مركزها الموصل الغير حدباء بل هي طودٌ وجبلٌ شامخ يتحدى عاديات الزمن بكبرياءٍ وشموخ ، بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة فهي تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات " آشور بانيبال " أنّها أم الربيعين بتجدد عنفوان فصليها ، أنّها مدينة الخير والعطاء الرافديني --- أنّه الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنّها مدينة أبي تمام ، وأسحق الموصلي وأبن الآثير ومدينة الفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وجواد سليم ، أنها مدينة الشعب الموصلي المؤصل بالوطنية وحب العراق ، {بشهادة أستفتاء معاهدة " سيفر " 1921 الذي كتب عقد قرانها الأجداد المصالوة بعقدٍ كاثوليكي لا رجعة فيه وأعلنوا أنتماءها إلى المملكة العراقية في ظروفٍ سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي والبريطاني والتركي }.

   وفي غفلة من الزمن الأغبر خان الأحفاد رسالة الأجداد المقدسة في وصيتهم المكتوبة بدمائهم الزكية ، بوقوعهم في شراك المخابرات الأمريكية الخبيثة بتخدير أدمغتهم وغسيل عقولهم بمشروع بايدن السيء الصيت بالقفز على معاهدة سايكس- بيكو ورسم خارطة الموصل الجديدة الممتدة من سهل نينوى حتى مدينة الرقة السورية بمباركة النجيفيين ، وفي الصحوة المتأخرة لآحلام العصافير الأردوغانية في أحياء الطقوس النرجسية " لحريم السلطان " أضافة إلى الأغراءات المليارية السعودية والقطرية ، ووقع الجيل الموصلي الجديد تحت تأثير هذا المخدر ، وسلك طريق ( الصد ما رد ) الذي هو الشحن الطائفي والأثني والمناطقي فأعلنوا بيع مدينة الأسلاف في مزاد العهر السياسي ، وأنبرى ألف أبو رغال ليسلم مفاتيح المدينة إلى داعش بعد طرد الجيش العراقي بل رميه بالقناني الفارغة من على السطوح ، فأحتل البرابرة الجدد المدينة الذين هم خارج التغطية الحضارية بأستخدامهم السيوف والمعاول في تدميرها حضارياً ووجوداً ، ونصب دكات النخاسة للنساء ، والحكم بدكاكين المحاكم الشرعية التي عفا عليها الزمن بأكثر من ألف ونيف من السنين .

   الموصل ليست للبيع ، بل أنّها عصيّة على العدو بهمة الجيش العراقي الباسل والحشد الشعبي  ورجات البيشمركة الأبطال وغيارى العشائر الذين أستوعبوا الصدمة وهم اليوم بيدهم المبادرة وأنتصاراتهم تتلاحق ،

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-03-2016     عدد القراء :  3549       عدد التعليقات : 0