الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بشأن بعض دلالات مظاهرة التيار الصدري وخطاب السيد مقتدى الصدر الجمعة ٢٦ شباط الماضي

، تظاهرة التيار الصدري الحاشدة الجمعة وخطاب السيد مقتدى الصدر كانت بلا شك حدثا سياسيا مهما وانطوى على رسائل متعددة، بعضها سياسية صريحة ومباشرة توجهت إلى الحكومة ورئيسها ، واخرى إلى جمهوره وانصاره وثالثة الى القوى والتيارات السياسية والفكرية الاخرى ورابعة إلى العراقيين عموما ، وبعض هذه الرسائل لم تكن مباشرة وصريحة ، وانما جاءت مضمرة من خلال اشارات رمزية وجدت تعبيرها في اختيار المكان وشكل التنظيم وقواعد السلوك التي اعتمدت والتزم بها المتظاهرون الى حد بعيد.

لست بصدد التوقف عندجميع هذه الجوانب ، وانما ساكتفي بالتركيز على العلاقة بين التظاهرة وبين الحراك الشعبي المدني الطابع الذي يتواصل منذ قرابة سبعة شهور.

ان العديد من المعطيات ، منها خطاب السيد مقتدى، والتحضيرات والاتصالات التي قام بها مسؤولون في التيار الصدري ، تؤشر بأن التظاهرة لم تات بالضد من تظاهرات الحراك وانما جاءت منسجمة معها ،بل تبنت اهداف مماثلة، ان لم تكن مطابقة لها : الاصلاح الجذري ومحاسبة الفاسدين والمفسدين)،..

كما احترمت التظاهرة ذات القواعد والضوابط التي اعتمدت من قبل تظاهرات الحراك المدني: لا راية غير العلم العراقي، لا شعارات او هتافات تمجد شخصية او حزب، مطالب تعكس هموم الجماهير، التاكيد على الطابع السلمي للتظاهر، .. وهي بجموعها تنسجم مع شعارات ووجهة الحراك التي تؤكد على المواطنة والطابع المدني للتظاهر.لذلك كانت التظاهرة بمجملها ملامسة لهموم المواطنين ومطالبهم وهي بالتالي مثلت حدثا ايجابيا يصب لصالح القوى المطالبة بالاصلاح الجذري، ومن ابرزها القوى ااندنية المشاركة في الحراك الجماهيري.

ولا اعتقد يختلف اخد في ان تظاهرات الصدريةين الجمعة الماضية لم تكن مشابهة لتظاهراتهم السابقة ، وعكست خطابا وممارسة سياسيين اكثر تقدما واقترابا من المضامين الاساسية لمواقف وخطاب القوى المدنية، مع تمايزه عنه .

ان نقاط الالتقاء التي اشرت اليها مهمة ولكنها لا تعني تماهي وتطابق المواقف والخطاب،. وبهذا المعنى ، فانها يمكن تن تكون اساسا وقاعدة لمواقف مشتركة لطيف واسع ومتنوع من القوى السياسيةالداعية للاصلاح ، قولا وفعلا.

ومن المشتركات المهمة الاخرى، ان تظاهرة التيار الصدري ، اكدت، كما يؤكد الحراك الشعبي المدني، ان العامل الرئيس في ازمات البلاد هو نظام المحاصصة، وان الضغط الشعبي يعتبر العامل المعول عليه. لتحقيق. خطوات ملموسة على طريق الاصلاح الجذري.

ان تبرئ السيد مقتدى من الفاسدين المتضوين تحت رايته ،تعتبر خطوة ايجابية بالاتجاه الصحيح ، نتطلع الى خطوات اخرى باتجاه محاسبة الفاسدين من جميع الكتل والاحزاب و تقديمهم الى القضاء، بما في ذلك من الاعضاء او المحسوبين على التيار الصدري.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-03-2016     عدد القراء :  4161       عدد التعليقات : 0