الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شكراً بيتي العتيق

   أجمل الهدايا هي التي تأتيك من أحبّ الناس إليك وأقربهم إلى قلبك. وكذا هي الجوائز، فأثمنها وأوقعها على روحك ليست هي الأكبر في قيمتها المادية .. القيمة المعنوية أكبر من قيمة الذهب والماس، ولقد أبهجتني الجائزة التي حظيتُ بها للتوّ، ووجدت أن قيمتها المعنوية تعادل قيمة أطنان من المعادن النفيسة.

   الخميس الماضي شاركتُ في مهرجان صحيفة "طريق الشعب" السنوي الرابع، ممثلاً عن "المدى" وعن النقابة الوطنية للصحفيين اللتين كانت لهما خيمتان في مخيم المهرجان على حدائق أبو نواس عند النصب العظيم "شهرزاد وشهريار" للنحات البارع والمبدع الراحل محمد غني حكمت، وهي من أجمل مناطق العاصمة ومن أكثرها إهمالاً، فنادراً ما تجري فيها فعاليات فنية أو ثقافية أو ترفيهية، مع أن "أبو نواس" كان بأجمعه لعقود متصلة مسرحاً ممتداً لحياة اجتماعية نابضة بكل الحيوية والجمال.

   أحد الزملاء من أعضاء هيئة تحرير "طريق الشعب" جاءني في أرض المهرجان ليهمس في أُذني بأن أبقى إلى نهاية المهرجان لأنني سأكون أحد المكرّمين في المهرجان، بجائزة العمود الصحفي. كانت مفاجأة غير متوقعة، ففي حياتي لم أفكر أو أتطلع إلى جائزة عن عملي الصحفي. حاولتُ جاهداً أن أقنع الزميل بمنح الجائزة إلى غيري من بين الزميلات والزملاء كتّاب الأعمدة، وبخاصة من الشباب، تشجيعاً، فأنا بعد هذا العمر لا أحتاج إلى تشجيع وإنما أقوم بدور المشجّع والموجّه لزميلاتي وزملائي من الصحفيين الشباب، فضلاً عن أنني من "المعازيب" أو "أهل البيت"، بيد أن هذا الرفيق أبلغي بلهجة حزبية قاطعة، لكنْ بنبرة ودية، بأن الأمر قد قُضي والقرار نهائي، ولا مجال للتعديل والتغيير. ثم سعيتُ لإيصال فكرتي إلى رفيق آخر، فكان ردّه كأنّه الصدى لموقف رفيقه.

   عندما نوديَ عليّ لأعتلي منصة الاحتفال وأتسلّم الجائزة ألقيتُ كلمة برقية، من شدة قصرها، قلت فيها إن هذه الجائزة هي بجائزتين، الأولى هي التي تحمل اسم " طريق الشعب" بيتي العتيق والعتيد الذي أمضيت فيه سنوات عدة في بداية عهدي في هذه المهنة، حتى أنني أشعر الأن بأن أساسي قد ترسّخ هناك، وأنني أدين بما وصلت إليه الآن لذلك البيت، والثانية هي التي تحمل اسم معلّمي وصديقي شمران الياسري"أبو كاطع".

   شكراً "طريق الشعب" عن هذه الجائزة الثمينة. والشكر موصول كذلك إلى معلميّ في "طريق الشعب"، وبخاصة شمران الياسري ويوسف الصائغ، ولن أنسى عبد الرزاق الصافي وفائق بطي ومصطفى عبود وفخري كريم، وقبلهم زهير الدجيلي (الراحل في يوم تسلّمي الجائزة) وكمال بطي وعمر كيشار (صحفي مصري عملت معه في الكويت مطلع السبعينيات). ولا يمكنني أيضاً أن أنسى أساتذتي في قسم الصحافة بكلية الآداب – جامعة بغداد، وبخاصة الدكاترة عبد اللطيف حمزة ومختار التهامي وزكي الجابر، فلكلٍّ منهم حصة فيَّ وفي ما أكتب... وفي جائزة شمران الياسري (أبو كاطع) للعمود الصحفي.

  كتب بتأريخ :  الأحد 06-03-2016     عدد القراء :  2208       عدد التعليقات : 0