الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ممثلو الشعب

التمثيل هو المحاكاة، فيقوم الممثل بتجسيد شخصية معينة على خشبة المسرح أو في فيلم أو مسلسل. ويحتاج الممثل الى قدرات خاصة في تجسيد هذا الدور او ذاك، ومنهم من يحالفه النجاح ومنهم من يفشل، وهناك فرع تمثيلي جديد، لا يحتاج إلى كل هذه (الجنجلوتية) ولا اجهاد الذهن في الدرس والتتبع، وهو أن ترشح إلى البرلمان العراقي، وهناك لا تحتاج إلى معرفة الخطابة، أو اجادة الكلام، وعليك الجلوس والاستماع إلى الآخرين ممن يجيدون السفسطة، وترفع يدك عند التصويت إذا رفع ممثل كتلتك في رئاسة البرلمان يده بالموافقة، أو تبقى تتلاعب بمسبحتك إذا لم يرفع يده، وكفى الله المؤمنين شر القتال، وفي نهاية الشهر سيكون راتبك مساويا لراتب المسكين الذي (يبست رياگه) في الجدل البيزنطي، الذي لم يجد طيلة تلك الجلسات.

وأمر آخر لا بد من الإشارة إليه في ممثلي الشعب، وأعني أصحاب (البطولة) في الفيلم الذي أسمه (البرلمان) فنراهم في البرلمان وهم يتصارعون صراع (الديكة) ويلطمون على رؤوسهم، وينتفون شعورهم، وينادون بالويل والثبور لقومهم الذين استباحهم الآخرون، وربما يتقاذفون الشتائم، ويتهم أحدهم الآخر، ويحمله كل ما يجري في البلاد من ويلات ومصائب، ولكن... ما أن تنتهي الجلسة العلنية، ويسدل الستار على هذه المسرحية، حتى يندفع الممثلون يقبل أحدهم الآخر، ويحتضنه، ويقبل لحيته الكريمة، وربما يتضاحكون كيف أجادوا تمثيل أدوارهم، وهزوا مشاعر أنصارهم؟ ثم تبدأ الولائم الباذخة، من لحوم الغزلان والسمك (المسگوف) من أموال الشعب العراقي المسكين، الذي ينظر إلى هؤلاء الممثلين، وهم يلعبون أدوارهم بمهارة يحسدهم عليها عادل امام.

قاطعني سوادي الناطور قائلا: «منين جبتنه وليوين وديتنه، وآنه الغشيم گلت شنو أنگلبت ألدنيه، حسبالي صدگ تحچي على الممثلين والمسرح، تالي هم رديتنه على السوالف الما وراها غير ضيجة الخلگ ، وهجمان البيوت، عمي احچي على يوسف العاني، خليل شوقي، مو تحچي على وحش الشاشه فريد شوقي ، ذوله من يگدر الهم وياهو اليگف بوجوههم، وأنته إذا حاسد (ممثلي الشعب) چيه يأخذون بالشهر 15مليون دينار، تدري بأميركه الممثل يأخذ على الفيلم الواحد3 ملايين دولار، يعني بفلوسنه أربع مليارات ونص، يعني راتب كل ممثلي الشعب العراقي، وأنته حاسدهم عالفلاسين الياخذوها ،خليهم ساترين علينه، لا يروحون لهوليود ويشتغلون بأفلام رعاة البقر، ويتعلمون على الطيگ وطاگ، ويصيرون كابوي، والنوب تعال يا عمي شيلني، (رنگو لا يتفاهم) وتصير بالمسدسات عگب ما چانت حچي بحچي، وتريد الصدگ أحنه تعلمنه عليهم، وهمه تعلموا علينه، وشين ألتعرفه أحسن من زين ألما تعرفه، وندري كل حچيهم (طرقات) ما يكتل جراده، لكن يا أخوان خلو الله بين عيونكم، وعيفوا الطلايب، تره أحنه العراقيين ما بيناتنه عداوة، العداوة بيناتكم، وأحنه صرنه بالوسطية، وكل الدگ علينه، وتهجمت بيوتنه من وره طلايبكم، وتره العراقيين يشورون، وتاليها ندعي عليكم ، ويا ويلكم من دعوة المظلوم..!».

  كتب بتأريخ :  الخميس 17-03-2016     عدد القراء :  3282       عدد التعليقات : 0