الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
فتح اسوار الخضراء ثورة على الفساد

   منذ استيلاء احزاب الاسلام السياسي ، على مقاليد الحكم ، اثر سقوط نظام البعث الصدامي ، والشعب العراقي يعاني

   من الفقر والجهل ، دون ان يكون هناك اي أمل في الخلاص من طغمة السلطة الجاهلة التي لا تجيد سوى السرقة واللعب على حبال الطائفية ونهب المال العام .

   ابتكرت سلطة الاحزاب الطائفية وسائل جديدة للنهب والرشى والاحتيال لم تكن معروفة في العراق ، وكان من لوازم الاحتيال وضع عمامة على الرأس ومجموعة من الخواتم في الاصابع وطرة سوداء في الجبين. فبات هذا المظهر الملازم لرجال الدين دليلا على التمتع بموقع حكومي يؤهل صاحبه للسرقة واخذ الرشوة وبيع الضمير والدين واستبدال الاخلاق الحميدة بفساد السريرة .

   بعد ان فاض كاس الصبر بالمواطنين ، وملَّ الكتاب واصحاب الراي من تقديم النصح لحكومة لا تسمع، في اذن وزرائها صمم، ومجلس نواب غارق من اخمص قدميه الى اذنيه في الفساد ، لم يجد الجمهور وسيلة اخرى سوى التظاهر ورفع رايات الاحتجاج بوجه اللصوص والمفسدين في الارض .

   استمرت التظاهرات بتردد احيانا وبعنفوان احيانا اخرى ، ولما لم يجد المواطن نتيجة لاحتجاجه ، عزم على اقتحام اسوار المنطقة الخضراء ، وهو امر تاخر كثيرا ، كان من الواجب القيام به بعد السنة الاولى او الثانية من تجلي الفساد في وجوه الحاكمين اللصوص ، ولكن تفشي الارهاب ودخول عصابات داعش ومن لف لفهم ساحة البلاد والمعترك السياسي ليحولوا البلاد الى ساحة عنف بتفجيرات ومفخخات وغزوات همجية ، واحتلال البلدات العراقية ، ضمن للصوص الحجج في الاستمرار بغيهم والتملص من عقاب الجماهير .

   ان اقتحام المنطقة الخضراء لا مناص منه من اجل اكتساح عناصر الفساد التي عشعشت في قصور صدام وتابعت نهجه في الفساد والظلم وجارت على ابناء الشعب محتمية بالسفارات الاجنبية التي حطت رحالها هناك بعد التغيير واتخذت من المنطقة الخضراء حصنا حصينا يبعدها عن العنف الذي تفشى في البلاد .

   لذلك يجب الغاء حق سكن اي مسؤول حكومي فيها ، وعلى الجماهير التظاهر داخل المنطقة الخضراء سلميا ، واحتلالها حتى طرد اخر مسؤول منها ومحاسبة المفسدين واللصوص ، وتشكيل حكومة طوارئ لايسمح لاي وزير او مسؤول فيها السكن في المنطقة الخضراء ، التي يجب ان تتحول الى مدينة سياحية ومدينة جامعية ومدينة طبية ، ومدينة للهيئات الدبلوماسية فقط ، وبذلك تكون الجماهير وضعت اللبنة الاولى للانتقال بالبلاد الى بر الامان... والى أمام .

  كتب بتأريخ :  الخميس 17-03-2016     عدد القراء :  3504       عدد التعليقات : 0