الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بستان خيرالله في اليوم العالمي للغابات والاشجار

لا يخفى على أحد أهمية المنطقة الزراعية الواقعة قرب مصفى الدورة على نهر دجلة والتي يطلق عليها "بستان خيرالله" ، نخيل عاصرت أجيال متعاقبة لأكثر من مئة عام تطاولت معها الى كبد السماء وبساتين مثمرة كانت قبل سنوات ، اليوم هذا البستان الذي يقع في العاصمة بغداد أصبح عبارة عن مقبرة للنخيل منها من قطعت ورميت جذوعها خاوية ومنها في الطريق الى القطع ومنها من ينتظر . جرفت الارض تمهيداً لبيعها كمناطق سكنية ، في واحدة من أهم مآسينا التي قد يدعمها القانون في بعض الاحيان حينما صدرت تعليمات تحويل جنس الارض من زراعية الى سكنية.

نعتقد أن لوزارة الصحة والبيئة رأياً في الموضوع فوجود هذا البستان الكبير وسط العاصمة بغداد وهي بأشد الحاجة للمساحات الخضراء المفتوحة تطلق الاوكسجين الى فضائها الملوث بأنواع الملوثات نعتقد أن من الخطأ أن يتم تجريف هذا البستان الكبير بتلك القسوة ومثلما تم توزيع الكثير من الاراض الزراعية في بغداد والمحافظات لأغراض السكن ، مع إخفاق تام من قبل المؤسسات الحكومية في توفير انواع السكن العمودي لتعويض حاجة أبناء الشعب العراقي للمؤل .

نتسائل عن صاحب البستان اليوم إذا كنا نعلم صاحبه سابقاً ، ولمن عائديته ومادور الحكومة في الموضوع ؟ وهل تم الاستيلاء عليه من قبل بعض ضعاف النفوس ؟ على أحد أن يكشف الحقائق لدينا ـ فالمدينة ستتحول بعد حين الى كتل خراسانية كبيرة تفتقد الى المساحة التي تساعد في حجب الاتربة بعواصفها الكبيرة وتوفر مساحة بصرية جميلة تقينا من التلوث البصري الذي نعاني منه في المناظر الغريبة لمزارع النفايات التي تملىء المدينة .

علينا دراسة قراراتنا ومعرفة تأثيراتها البيئية والصحية على الانسان اللعراقي الذي يشق عليه التلوث البيئي بأنواعه الكثيرة ونبحث بشكل عميق عن ملكية هذا البستان ولمن تم بيعه بأسعار زهيدة في زمن الفساد زمن الغفلة عن كل الاملاك العامة في الوطن .

نستذكر اليوم العالمي للأشجار والغابات الذي يصادف 21 من آذار من كل عام ، لرفع مستوى الوعي بأهمية جميع أنواع الغابات، وأهمية الأشجار بصفة عامة . فالغابات تغطي ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض، مما يتيح لها الاضطلاع بوظائف حيوية في جميع أنحاء العالم. فزهاء 1.6 مليار  بمن فيهم أكثر من ألفي ثقافة أصلية  يعتمدون عليها في الحصول على معايشهم.

في أحد بلدان الجوار يتم مراقبة الاشجار المعمرة وقد رقمت وتم ترميزها وهي غير منتجة لثمار ويتم متابعة نشاط نموها بين فترة وأخرى من إيلائها العناية التامة على أمل أن تديم تلك الاشجار الكبيرة جمالية الشوارع وتوفير الحياة للطيور ، أنهم يحترمون الأشجار تلك ويضعون نموها نصب عملية التنمية المستدامة التي يحاول العالم الوصول لها مع عام 2030 بخطط وستراتيجيات بعيدة المدى .

نحن لا نشبه العالم في شيء أبداً ، كل أمورنا تسير بعكس ما يسير به العالم المتحضر فهذا البستان موضوع المقال واحد من بساتين كثيرة تفوقه حجماً وإنتاجاً تم تجريفها دون أدنى شعور بالمسؤلية ، والعراق الذي كان يرمز له بشجرة النخلة ، أصبحت بساتينها تجرف بسهولة وتدمر آلاف الاطنان من التمور سنوياً تحت ضربات جرافات الطمع وسوء التقدير .

فالبساتين والغابات لدينا يتم إنتهاك حرمتها بسهولة وهي التي تمثل للعالم النظام الإيكولوجي الأكثر تنوعا على اليابسة، فهي موطنا لأكثر من 80 في المائة من الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات والحشرات. وتوفر الغابات المأوى وفرص العمل لفئات السكان التي تعتمد عليها وتمنحها الشعور بالأمان.

علينا إعادة النظر بأشجارنا وغاباتنا ، محاولة منا للمحافظة على آخر ما تبقى من غابات وبساتين توفر لنا النقاء وبعضاً من الشعور بالسعادة المفقودة .

zzubaidi@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 23-03-2016     عدد القراء :  2592       عدد التعليقات : 0