الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حرب مضخات النفط في العالم
بقلم : عابـــد عزيــز ملاخـا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يعيش العالم اليوم، أزمة نفطية تتمثل في الهبوط التاريخي لأسعار النفط، حيث سجل سعره أدنى مستوى له منذ عقود إذ  وصل سعر البرميل الى ما دون الثلاثين دولاراً بعد ان كان سعره قبل ذلك بحدود مائة وعشرين دولار للبرميل الواحد

وبالرغم من هذا الأنخفاض التاريخي لسعره ترفض منظمة أوبك تخفيض مستوى الأنتاج والذي هو السبب الرئيسي لتدنِ أسعاره ..

أنها حرب النفط التي تدور رحاهــا في الأسواق العالمية، بدلاً من أستعمال الأسلحة والقنابل والصواريخ في ميادين القتـــال ؟؟؟؟ ..

أن منظمة أوبك التي تنظم أنتاج النفط المرتبطة بأسعاره عالمياً تعاني من الفجوة العميقة بين منتجي النفط التي تمثل السعودية بأعلى منتج له وبين الدول الأخرى التي تعاني من أنخفاض أسعاره كالعراق وأيران وفنزويلا ونيجيريا وغيرها من البلدان النامية الأخرى التي تحتاج الى ارتفاع في أسعاره لتعزيز التنمية الأقتصادية الخاصة لهذه الدول

أن أنخفاض أسعار النفط، يأتي في وقت يشهد العالم حروباً وصراعاتاً وتوتراتاً سياسية في أكثر من جهة منتجة للنفط بدرجة غير مسبوقة كالعراق وسوريا وليبيا واليمن وفي بعض الدول الأخرى المنتجة في أفريقيا كنيجيريا التي تشهد حرباً مفتوحة مع الجماعة ومعناها (الغرب حرام) ( بوكوحرام ) الارهابية

بالأضافة الى الحرب الباردة التي عادت بين روسيا المنتج الأكبر للنفط في العالم، وبين الغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية، والسياسة التوسعية الغربية والأوربية نحو الجمهوريات السوفيتية السابقة

ان سلاح النفط الذي أشهرته دول (اوبك) بضغط من السعودية، أسهم في تخفيض سعرهِ

ان السعودية لا تهتم بأنخفاض أسعاره حيث لديها مخزون أقتصادي كبير ...

كتبت أحدى الصحف الأمريكية  في بداية هذه الحرب النفطية: أن أنخفاض أسعار النفط تم الأتفاق بين الولايات المتحدة وبين السعودية، ذلك للضغط على روسيا وأيران، حيث أعتقدوا أن هاتين الدولتين ستكونان الخاسرتين في خفض أسعاره ربما في محاولة لتكرار سيناريو عام 1985 الذي انخفض سعره كثيراً في محاولة لمحاربة الاقتصاد السوفييتي في حينها. لكن السياسة الروسية الحالية بقيادة بوتين تختلف عن سياسة روسيا السوفييتية السابقة، حيث تم تحديد الاقتصاد الروسي عبر الاعتماد على  القطاعات الانتاجية والتصنيع الزراعي للحيلولة دون الاعتماد على النفط كمورد اساسي للاقتصاد الوطني فقط. ووفقاً لهذه المعادلة، فان الخسارة الاساسية تكون على الاقتصاد الايراني والعراقي وسوريا والدول النامية  الاخرى المنتجة للنفط في افريقيا والعالم، حيث تعتمد هذه الدول في الاساس لتنمية اقتصادها على النفط فقط دون ان يكون لها واردات اقتصادية اخرى.

كما وأن السبب الأخر والأقوى في أنخفاض أسعار النفط، سيطرة المنظمات الأرهابية داعش وغيرها على حقول النفط في شمال شرقِ العراق وسوريا حيث نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً فضائية لتهريب النفط بكميات هائلة من مناطق سيطرة داعش في سوريا الى تركيا مقابل توريدات الاسلحة والذخيرة. وبينت وزارة الدفاع الروسية ان عائدات داعش من الاتجار بالنفط الغير الشرعي كانت بحدود ثلاثة ملايين دولار يومياً، ولكنها تراجعت في الاونة الاخيرة الى النصف.

وحسب المصادر الروسية المعلنة يتم أنفاق هذه الأموال في تجنيد المرتزقة في العالم وتسليحهم وتزويدهم بالمعدات وهذا هو السبب وراء حرص داعش الأرهابي على حماية البنية التحتية لأنتاج النفط المسروق من منابع النفط في العراق وسوريا والدول المنتجة الأخرى مثل ليبيا

ووفقاً للمصادر الروسية ذاتها بالرغم من فعاليات الغارات الروسية على منشأت أنتاج النفط المسيطر عليها من قبل الأرهاب  الا أنهم مازالوا يحصلون على مبالغ كبيرة، بالأضافة على حصولهم على ذخيرة ومساعدات أقتصادية وعلاج صحي من تركيا

وأضافت هذه المصادر الروسية قائلة: أن القيادة التركية العليا والرئيس أردوغان شخصياً متورطون في الاستخراج غير الشرعي للنفط العراقي والسوري وتهريبه الى الأراضي التركية، كما وتضيف المصادر الروسية أن تركيا مستهلك رئيسي للنفط المسروق من العراق وسوريا. ان الغارات الروسية الاخيرة دمرت خلال شهرين 32 مركزاً ومعملا لتكرير النفط لداعش.

  كتب بتأريخ :  الأحد 27-03-2016     عدد القراء :  2835       عدد التعليقات : 0