الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يوميات_اعتصام - الحلقة الثالثة

‫#‏عائدون‬

الحلقة الثالثة

اليومين التاسع والثامن

تطوعت لنوبة حراسة في نقطة امنية للاعتصام قرب جسر السنك، شهدت ساعة من الشد بين افراد نقطة الحراسة من الصدريين وفوضى تفتيش السيارات.

ابو مصطفى مسؤول النقطة اربعيني هادئ، اخذ كرسيا على الرصيف يرقب نشاطا صعب المتابعة على رجل بمزاجه، الخمسة الاخرين في مقتبل العمر اصغرهم مقتدى ذو التسعة اعوام، اخذ بلا تكليف مهمة فتح صناديق السيارات الداخلة قرب المخيم من اهالي المنطقة، اثار اغلاقه القوي للصناديق حفيظة ابو مصطفى الذي صرخ به ليعود الى المخيم.

حظيت بكوب شاي ساخن وحديث منفرد مع حسين احد اتباع الصدر قرب النقطة سألته عن ما يتوقع في نهاية الامر قال "لن يحدث شيء، هذه الحكومة لاتريد التنازل لكي تصلح، انتم المدنيين ونحن الصدريين نتفق على مطالب واحدة، النهاية غير واضحة لي"، بدا كأنه يتحدث عن شيء مبهم.

حسين كان يعمل منتسبا امنيا في وزارة الداخلية قال "اصبح الناس في مدينة الصدر يترحمون على ايام صدام للاسف، الموجودين حاليا سرقونا البلد باسم الدين، وهنا الكارثة".

معظم اتباع الصدر باتوا على غير العادة في السنوات الماضية منفتحين على نقاشات واحاديث تصل الى حد انتقادهم في بعض الاحيان، لكن في كل الاحوال لايمكنك تخطيىء السيد امامهم. مهما حدث وهذا بات مفهوما بشكل جلي بعد ان زار المخيم في اليوم التاسع.

اذا استطعت كتابة العنوان العريض لليوم التاسع، يمكنني القول انه يوم الشائعات واعادة شحن بطاريات المعنويات للمعتصمين!

رغم الامطار التي بدأت بالهطول منذ الصباح، بقي المخيم على نشاطه المعتاد، انتهت جلسة البرلمان بحضور العبادي من دون نتائج للاصلاح المطلوب، العبادي أعلن "قريبا سأقوم بالخطوة"، رد الصدر بالقدوم الى بغداد للاجتماع مع قادة التحالف الوطني داخل المنطقة الخضراء، بدأت حرب الشائعات مع اول تصريح يخاطب المعتصمين "ابقوا على أهبة الاستعداد".

عشنا خمس ساعات ونحن نتلقى اتصالات عن قطع طرق بالكتل الكونكريتية وتحشدات امنية، حتى اكتملت عملية اقلاق المعتصمين بخبر بثته قناة الشرقية عن اعتقال انتحاريين عند بوابات مخيمات الاعتصام، خرجنا ببث مباشر لاحدى صفحات الفيسبوك الشهيرة لتكذيب الخبر.

غير بعيد عن مكان بثنا المباشر عبر الهاتف المحمول، انتصب تمثال بارتفاع خمس امتار تقريبا يمثل الاعتصام، صالح 26 عام احد الفنانين المشاركين في اقامته "شاركت في كثير من التظاهرات، منها تظاهرات شباط 2011، كانت حالة وطنية لم افكر وقتها لمن انتمي"، حاولت ان اعرف الى ماذا ستصل الامور. رد بنظرة حادة "الكل مستعدة للموت هنا".

عدت الى الخيمة 248، لم تمض دقائق حتى تعالى صراخ وركض المعتصمين "السيد اجة"، خرجنا لرؤية ما يحدث. موكب الصدر توقف لدقائق امام بوابة المخيم وترجل منه هو. دخل الجميع بحالة هستيريا من الفرحة، زيارة رفعت معنويات المعتصمين الى حد بعيد، تزاحم الكثيرون ولم يستطع الحرس وقف الزحف الى الصدر الذي كان يريد بحسب مرافقيه دخول المخيم.

غادر الموكب وبدأ الجميع يتحدث بحماسة وببعض المبالغة، من شاهده سحب هاتفه المحمول وكلم اقربائه، من لم يوفق بمشاهدته لام نفسه والمتزاحمين والفوضى التي صاحبت الزيارة التي دامت ثوان.

دخل احدهم الى الخيمة 248 قائلا "السيد كال ارجعوا اريد ادخل خيمة خيمة، هاي عاطفيتكم اذتني"، رد عليه آخر ساخرا وهو لم يغادر الخيمة رغم كل الهرج والمرج "وين لحك يحجي هذا الحجي كله وشلون سمعته بنص الهتاف؟".

مقتطفات

‫#‏العراق‬

‫#‏بغداد‬

‫#‏مستمرون‬

‫#‏يوميات_اعتصام‬

  كتب بتأريخ :  الأحد 27-03-2016     عدد القراء :  2220       عدد التعليقات : 0