خرّوعة الاصلاح اقضّت مضاجع الناس جميعا في عراقنا الديمقراطي، وبأختصار ( بلوى وحطت فوق راس الجميع) .
السياسيون العراقيون بمختلف ازيائهم الوطنية والمستوردة انطفأت شهيتهم للطعام والنساء والغلمان بسبب كثرة تفكيرهم ببلوى الاصلاح التي لايعرف احدا منهم كيف تبدأ وكيف تنتهي وباي راس تطيح ، فلم يجدوا امامهم غير ركوب الامواج المطالبة بالاصلاح غير دارين على اي شاطيء تقذفهم امواج الاصلاح المجنونة.
الاصلاحي (الوسيم الفاتن) الذي رزقه الله بغفلة عن عيون النزاهة الاف العقارات اصابته حمى الاصلاح المالطية فنزل الى الشارع وصاح بعمال المسطر : ( من اين لكم هذا ياغوغاء ) فاجابه احد عمال المسطر : مولانا هذا من فضل ربي ..
الاصلاحي ال(...) صاحب القبضة الحديدية اصابه جنون الاصلاح فدرعم ودخل (دركة) الزنابير ولم ترد تقارير آنيّة عما فعلته به دركة الزنابير.
الاصلاحي القوي الامين : لم تصبه لوثة الاصلاح لانه اصلاحي قرص وعتيك فصار يسخر من ( اصلاحي اخر زمن ) وعجزهم وعدم رغبتهم التعلم منه الاصلاح (على اصوله) ، وصرحت سكرتيرته بغنج : ( الجميع نادمون على عدم الركوب في سفينة القوي الامين الاصلاحية ..لو ركبوا لكنا الان في مرافيء جناجة الاصلاحية )..
الاصلاحي اللي ( مايجمّع ) : رطن بلغة اصلاحية لم يفهمها جمهور الاصلاحيين فتبرع مراسل( التي ان تي ) بترجمة الرطانة على الوجه الآتي : ( الاصلاح هو عملية اصلاح مايصلح للاصلاح بروح اصلاحية ) فزادت حيرة جمهور الاصلاحيين فغضب اللي (مايجمّع) من غباء (العامة) وقرر تسمية عائلته بعائلة الاصلاح الاصلاحي ثم دمدم : (تفاءلوا بالاصلاح تجدوه) واختفى
الشيخ المقريء بح صوته من كثرة قراءته لايات الاصلاح فقرر الطبيب منعه من القراءة والاكتفاء بالتسبيح وتنشق بخار اليوكالبتوز المغلي عسى ان تتعافى حنجرته في يوم ما.
المتظاهرون : سكارى وماهم بسكارى ولكن خمرة الاصلاح زينت لهم ادمان التظاهر فصاروا يقضون ايامهم بانتظار حلول الجمعة ليحتسوا من خمرة التظاهر المطالبة بالاصلاح غير دارين ان الاصلاح لن ياتي في الجمعة بل سياتي في الاسبوع الذي ليس فيه جمعة .
ربات البيوت تركن مشاهدة المسلسلات المكسيكية الرومانسية ليدمن متابعة افلام الاصلاح الهندية التي ياتي فيها البطل بخوارق ( لا عل البال ولا عل الخاطر) فاصبن بحيرة دفعت زايرة فطومة الى التساؤل ( خالة ما افتهمنه ، ياهو وي الاصلاح وياهو ضده .. صدك لو كالوا فلم هندي )
باعة الخضار والفواكه المستوردة وزبائنهم من الفلاحين المتقاعدين تركوا الوقوف على باب الله طلبا للرزق وراحوا يتعاركون حول كيفية الاصلاح ومن هو المصلح الحقيقي ،فصرّح زاير خلف بعد ان فظ احد الشجارات قائلا : ( عمي اشبيكم تتعاركون. الله وكيلكم كلهم سختجية )
وباء الاصلاح اصاب جميع العوراقيين فاختلط الحابل بالنابل والشوارب باللحى وتوقفت الاعمال وانشغل الناس بحديث الاصلاح عن الاصلاح والكل بات ينتظر مجيء الاصلاح في الاسبوع اللي مابيه جمعه
وانا خليتهم واجيت
Aoda50@hotmail.com
لو تمثل لي الاصلاح رجلا لقتلته
