الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سوادي يحتفل بالعيد

يبدو أنني لا أستطيع فكاكاً من رفيقي العزيز سوادي الناطور، الذي أخذ في الأيام الأخيرة يحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة، ويحاول أن يدس أنفه في كل شيء. فقد احتفلنا قبل أيام احتفالية جميلة لمقدم عيد الميلاد الميمون، ألا أنه على ما يبدو لم ترق له تلك الاحتفالية التي كانت طقسا حزينا في أيام الفرح. فقد اقتصرت على الكلمات والقصائد التي أستذكر في بعضها شهداء الحزب والوطن، قرأت في عينيه العتاب عندما علم بالاحتفالية الرائعة التي أقامها اتحاد الشبيبة الديمقراطي احتفاء بهذه المناسبة بما تخللها من الأغاني والرقصات الجميلة لشباب في أعمار الورود، غاب عنهم الفرح في السنين العجاف، وتجلببوا بسواد الليل الحالك بعد أن لف الحزن العراقيين لما أحاق بهم من مآس وويلات، فاعتبروا هذه المناسبة فرصة للتعبير عن وجودهم الإنساني باحتفالية رائعة أريقت فيها كؤوس الحياء على أنغام الرقص الوطني الجميل، بعد أن خُيل لي أن العراقيين تناسوا الفرح وأصبح الحزن ديدنهم بسبب السنين السوداء وأنهار الدم النازف بفعل الأعمال الإرهابية الجبانة التي يقوم بها الأدعياء والخونة وعملاء الدولار. فقد عاتبني على عدم دعوته الى هذا الحفل الصاخب، فاعتذرت له باستحالة التقاء الخريف والربيع. فللشباب مزاجه وحياته الخاصة، ولمن في خريف العمر من أمثالنا طقوسهم، وللعمر (حوبته) وأنا وأنت لا نستطيع مجاراة هؤلاء في التحرك على أنغام الموسيقى، أو التفاعل مع الأنغام الراقصة لما للوقار من حضوره حتى في أحلا سويعات العمر.

ولأني لا أحتمل (زعل) سوادي الناطور، وأحاول مجاراته والامتثال الى أوامره ونواهيه لما له من دالة كبيرة على الآخرين، ولإرضائه وعدته بالذهاب الى الاحتفالية الكبيرة في اليوم الموعود عندما يحتفل الشعب بذكرى آذار، لأن احتفالية هذا العام ستكون متميزة لما هيئ وأعد لها من ترتيبات قد تزيد أضعافا مضاعفة عن الاحتفالات السابقة.

الى هنا وسوادي ساكت ينظر إلي نظراته الناطقة، التي أقرأ فيها العتاب الممزوج بالمرارة، فقلت والآن ماذا تقول يا سوادي؟ هز يده الناحلة بكبرياء العقد السابع وقال: «ومنو اللي يكول أنه شايب، وحسبالك شباب هاليام أحسن من عدنه، ولك ميت عصفور ما تترس جدر، وأنته نسيت بالمؤتمر أشسوه عمك سوادي، نسه العمر ونسه الشيب ..ونسه.. ونسه.. وخله أيده بأيد الشباب ولعب وياهم (الچوبية) وهيله على واحد كدر ياخذ الچفيه منه، ولك حتى الشباب ركصتهم على الوحده ونص احنه زلم ذيچ الأيام أشما تعتك الدنيه نجدد، حسبالك أولاد النيدو والكيكوز أحسن منه، أحنه الشاربين من حليب الملحة وذوله خاست أسنونهم من حليب القواطي، لكن خلي أيصير الاحتفال وشوف سوادي اشراح ايسوي، والله اله أحني شيباتي وأركص ويه الشباب حتى لو كالو سوادي أتسودن، وأرد أراويكم الأمهات شتجيب، ولك نسيت بنكرة السلمان وبسجن الحلة، وكل ذلك الضيم والقهر واحنه نحتفل وننسه كل الضيم، وغصبن على الحكومة وشرطة السجن نغني ونركص ونهلهل، وهسه تريدنه بوكت النفاهة نبطل، والله شنو الشيب، خلهم يكولون شيب وعيب لكن (العيب بيهم ...وبحبايبهم). وهذا حبنه الچبير وعيدنه الچبير، ولا تظن يغيرنه الشيب لو يردنه الكبر، ونبقه شباب نتأمل باچر.. ونعيش الباچر...».

  كتب بتأريخ :  الخميس 31-03-2016     عدد القراء :  3576       عدد التعليقات : 0