الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
إقبض من (كيم سونغ يون)

قبل سنتين ونيف، وتحديدا في أيلول 2013 أعلن عضو لجنة النزاهة النيابية جواد الشهيلي عن قرب الكشف عن "اكبر فضيحة للفساد منذ 2003 متعلقة بمشروع مدينة بسمايه السكني".

وأوضح الشهيلي أن هيئة الاستثمار قد أهدرت المال العام في مشروع لم يتقدم عليه سوى 700 مواطن حتى ذاك الوقت من أصل 100 ألف وحدة سكنية، مشيرا إلى ان المشروع لم تبنى منه (طابوقة) واحدة. وأضاف النائب ان من تبنوا المشروع قاموا بسرقة أموال الدولة بشكل علني وفاضح.

وقبل سنة من الآن، قالت وكالة (سومر نيوز) أن المناقصة طرحت بسقف إنفاق لا يزيد على 500 دولار لبناء المتر المربع الواحد مع البنى التحتية، وقد تقدمت شركة لتنفيذ المشروع بكلفة أقل من الكلفة المطروحة، إذ عرضت بناء المتر الواحد مقابل 450 دولارا.

ولكن الغريب في الأمر أن العقد أحيل إلى شركة كورية بكلفة 630 دولارا للمتر المربع الواحد، أي بزيادة 130 دولارا عن المبلغ المحدد من حكومتنا، ثم أضيفت 100 دولار بذريعة تحسين الوضع الاجتماعي، ثم أضيفت 210 دولارات لأسباب (أخرى!). وبذلك أصبحت كلفة المتر المربع 940 دولارا. أمر غريب حقا. لكن الأغرب أن الشركة الكورية قبل أن تضع طابوقة واحدة تسلمت 25% من قيمة المشروع، أي ما يعادل نحو ملياري دولار.

وفي حينه كشف مسؤول رفيع لـ سومر نيوز، انه "تم وضع فكرة مشروع بسمايه ليشابه مشروع ستي سنتر في لاس فيغاس بامريكا"، موضحا ان مشروع بسمايه كلف لغاية العام الماضي كذا مليار دولار، فيما لم نسمع لغاية الآن عن عملية توزيع او تسليم للشقق السكنية.

وتابع المسؤول انه "عند التنفيذ تم استعمال ارخص طرق البناء كتلك التي كانت تنفذ في أربعينيات القرن السابق"، مشيرا إلى ان "تصميم المشروع عبارة عن كتل كونكريتية متراصة ومتعامدة، وكل طابق فيه 70 شقة، ومصعد واحد في كل عمارة".

من جانبها ذكرت وسائل الإعلام الكورية ان “السلطات الكورية أصدرت حكما بالسجن لمدة تسع سنوات على رئيس شركة هانوا (صاحبة المشروع) وهو كيم سونغ يون، بتهمة الاختلاس”.

والآن، هل نستطيع أن نقبض أموالنا من السيد كيم سونغ يون؟، أم انه صار مثل (دبش) ذاك اليهودي البصراوي (إسمه الكامل عزرا ساسون دبش). ودبش كلمة عبرية معناها العسل، وصاحبنا دبش كان مديرا لميناء البصرة وكان ينهض لوحده بكافة أعمال الميناء، وحتى يدفع بنفسه أجور العاملين فيه.

بعد حادثة فرهود اليهود (سنة 1941) ترك دبش العراق واستقر في إسرائيل، وتسلم هناك مسؤولية إدارة ميناء حيفا حتى وفاته عام 1962. فصار العمال في ميناء البصرة عندما يسألون عن أجورهم ومَن الذي سيدفع لهم، كان يأتيهم دائما الجواب: "إقبض من دبش"!

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-04-2016     عدد القراء :  3075       عدد التعليقات : 0