الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
القصيدة 98 من أحزان السنة العراقية

سلامٌ لبغداد

في السابع من نيسان ظهر طائر الموت في سماء بغداد

وتساقط منه تراب على الناس

الأوهام تناسلت ودخلنا شهوة التاريخ التي افترستنا بالشعارات والمدائح

طردت بغداد من روحها الألوان وبقيت عارية في لون كالح

ايتها المدينة التي ضمّت جهات الارض

لماذا تحوّلت الى مدينة مغلقة؟

لماذا رضيت بطائر الموت ينعق في بيوتك؟

000

متى تتحولين يا بغداد من مدينة للطاعون إلى مدينة للحب؟

متى تتحولين من فراشةٍ حديديةٍ إلى كحل لعيون الجميلات؟

متى تتحولين من مدينة للعقائد إلى مدينة للجمال؟

متى يغسل دجلتك خردة الحروب

ويحوّلها إلى برجٍ للحرية؟

متى تهزّين نخلك فيتساقط تمركِ على الرؤوس

بدلاً من شظايا المفخخات؟

أنت حزينة يا بغداد.. فمتى تتحولين؟

أنت حزينة ممدة مثل أم رؤوم

سلام لك أيتها الأم

سلام لبذرتك في بغدادو

سلام لبرعمك في كلواذا

سلام لجذورك في سومر

سلام لساقكِ في أكد

سلامٌ لأغصانكِ في بابل

سلامٌ لأوراقكِ في آشور

سلام لثمارك في آرام

السلام لبغداد حاضنة الجهات

سلام على نهرها وترابها

على هلالها وصليبها ودرفشها وطاووسها وشمعدانها

السلام على كأسها وبخورها وشايها وقهوتها

السلام على أقبيتها وقبابها وأجراسها ومناراتها وأسواقها وحاناتها ومقاهيها

السلام على فلكييها وسمّارها وصنّاعها

السلام السلام على شعرائها وناثريها ورساميها ومغنيها وممثليها ومعمارييها واطبائها ومهندسيها وفلاسفتها ومتكلميها وورّاقيها وحرفييها واسطواتها وصيّاغها وتجّارها وكل الذين عمّروها...

وأحجب السلام عن أحزابها وسياسييها وكلِّ الذين خربوها.

7/ 4/ 2006

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-04-2016     عدد القراء :  2538       عدد التعليقات : 0