الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لا تكول سمسم ....

   بعد أن أخذ السيد مقتدى الصدر وطراً من الخطابات والتظاهرات والاعتصامات ، جاء دور السيد عمار الحكيم ليأخذ هو الآخر حصته من الخطب الرنانة ليرسم للشعب خارطة طريق تنقذه مما هو فيه ، على العموم هذا حقه الشرعي والقانوني ، الشرعي لانه بن رسول الله وهو أيضا يريد إصلاح أمة جده ، اما القانوني فهو لديه كتلة نيابيه لها دور برسم سياسة البلد ، وعلى قول اخواننا الفراعنة (مفيش حد احسن من حد) .

   في حين ان المرجع الديني الأعلى السيد علي السستاني قد نفض يديه من السياسيين والعملية السياسية برمتها بعد ان كان راعياً لها، اذن ماذا يريد هؤلاء الساسة من الشعب في كل مرة يطلعون علينا ؟ هل هم أعلم من السيد السستاني أم انه لا يريد إصلاح أمة جده ؟ ولماذا لا يظهر رجل سياسي مدني من كل الكتل السياسية لكي يخاطب الجماهير الغاضبة ؟ اتعلمون لماذا لأنهم مازالوا يستغلون الدين لكسب تعاطف الجماهير الفقيرة وأنهم بدون الخطاب والزي الديني مفلسين تماماً.

   السيد عمار الحكيم سيؤكد تأييده لحكومة مهنية بشرط استقالة العبادي من منصبه وهذا ما لا يقبله حزب الدعوة او سيطرح مشروع جديد بأن يستلم حزب الدعوة الحكومة من ألفها الى يائها وهذا ايضا لا يقبله حزب الدعوة لانه لا يريد أن يرث الخراب وبالتالي يكون فريسة سهلة لمعارضيه، كذلك اتحاد القوى لا يقبل بهذا الاقتراح لان مزاده لبيع الوزارات سيتضرر وسيتم تهميش السنة ويزداد أعداد النازحين !!! وربما هو الاخر سيعتصم بالمنطقة الخضراء وينصب له خيمة صفراء لحين وصول مظروف مغلق اخر وهذه المرة لن يكون مظروفاً ابيضاً بل سيكون اصفراً بكل معنى الكلمة , وهكذا تستمر اللعبة .

   أيها السادة ان هؤلاء يحاولون التشبث بالسلطة بعدما أدركوا تماما أن صلاحيتهم انتهت ، انهم يحاولون عبثا توحيد صفوفهم ضد الجماهير المنتفضة فهم يحاولون ان يتحدوا للمحافظة على مصالحهم الخاصة , سيتناسون خلافاتهم ولو مؤقتا وسيتحدون بجبهة معادية للشعب ,فلا تستغربوا اذا تحالف المالكي مع علاوي او اذا تحالف الحكيم مع المطلك .

   ستستمر هذه المتاهة ما لم ينتفض الشعب ويعتصم ولن يغادر ساحة الاعتصام الا بعد ان يرى التغيير بأم عينيه لا ان يخدع كما خدع صاحب الخيمة الخضراء , وتذكروا المثل العراقي المشهور (لا تكول سمسم لما تلهم) , ونود ان نقول للحراك المدني عندما يعتصم الحكيم لا تعتصموا معه بل تظاهروا واعتصموا لوحدكم .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 08-04-2016     عدد القراء :  2817       عدد التعليقات : 0