الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ماذا يريد المعتصمون ؟

اليوم يمرّ أُسبوعان على اعتصام النواب ، وفي الأنباء أن يوم غد ستعقد جلسة برئاسة سليم الجبوري مثلما " بشرنا " النائب حبيب الطرفي .

والسؤال يفرض نفسه : ما النتيجة ؟ هل نقول إن البرلمان تحرّر وأصبح يتخذ قراره دون تأثيرات خارجية ، أم نقول إنه تمت تسوية الاعتصام وإفشال مشروع النائب إسكندر وتوت بتوريث منصب رئيس الوزراء إلى السيد نوري المالكي ؟

أعزائى النواب الأفاضل : أنتم الذين وضعتم أنفسكم في دائرة الاتهام والشبهة وصدرتم للعراقيين جميعاً إحساساً بأنّ بعضكم يفعل ما يؤمر به ، سيقول البعض لايمكن أن ننظر الى موجات الاعتصامات والتظاهرات دون ان نربطها بالأداء السياسي والخدمي لحكومة حيدر العبادي ، وأتفق مع الجميع من اننا نعيش مع حكومة تفتقر الى الكفاءة ، كما أنها كسابقاتها تفتقر الى الرشد في ترتيب أولوياتها ، وتفتقر الى إرادة الإنجاز، ولكن دعوني أسال سؤالا ، واحدا ترى أين كان البرلمان من الحكومات السابقة ، إذا علمنا ان معظم البرلمانيين هم من المقيمين بشكل دائم في البرلمان منذ حكومة الجعفري ؟!

منذ أسبوعين والناس تتساءل ماذا يريد النواب ، خلعوا رئيس البرلمان ، ثم صرخوا في الفضائيات ، أن لاسطوة للأحزاب عليهم ، ثم وجدنا النائب الذي بشرنا " بالاستقلالية " يمسح دموعه أمام الفضائيات ايضا ،لأن أوامر جاءته بالانسحاب " فورا " من الاعتصام ؟ وأعود للسؤال : ترى ماذا يريد النواب ؟ الحقيقة، إنه لأمر غامض جدا، كيف يمكن لنا أن نعرف ماذا يريد نائب مثل كاظم الصيادي ، لعله يريد تحويل البرلمان إلى منبر للخطابة والملاكمة .

ربما سيردّ البعض ويقول انت متابع غير جيد للبرلمانيين ، ألم تسمع حنان الفتلاوي وهي تقول انهم سيشكلون لجانا لمحاسبة كل من قصر في خدمة العراق ؟ بصراحة هذه نكتة طرقت اسماعي منذ اكثر من عشر سنوات ، منذ ان شكل الجعفري لجنة حول أحداث جسر الأئمة ، وجمعت الاموال لتعويض عوائل الضحايا ، ونحن لانعرف ما هو مصير تقرير اللجنة ، مثلما لم نعرف حتى هذه اللحظة ، ما مصير الاموال الطائلة التي جمعت ، وإلى أي جيب من جيوب ساستنا ذهبت !

كم مرة سمعنا أنا وأنتم عن لجان لتقصي الحقائق تشكل في البرلمان ، وكم تقرير تحول الى فعل ساهم بشكل من الأشكال في تقديم حلول للأزمات التى تحاصرنا ؟

لن أذهب بك بعيدا جدا، لكن كانت هناك لجنة لتقصي الحقائق شكلها البرلمان قبل اكثر من عام لبحث ما جرى في الموصل ، لكن الامر تحول في النهاية الى مجرد خطابات ومعارك سياسية ، تحولت بمرور الزمن الى مادة للتندر !

  كتب بتأريخ :  الأحد 24-04-2016     عدد القراء :  3222       عدد التعليقات : 0