الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الانتصار العسكري على الارهاب في الفلوجة، يجب ان يكون سياسيا ايضا

ينبغي ان يكون الانتصار العسكري على عصابات داعش الارهابية في عمليات تحرير الفلوجة ، انتصارا سياسيا ايضا حاسما ضد قوى الارهاب

انطلقت عمليات تحرير الفلوجة منذ اربعة ايام وتشارك فيها قواتنا المسلحة الباسلة بمختلفاف صنوفها، وقوات متطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر ، باسناد قوات التحالف الدولي، وحققت حتى الان نجاحات متلاحقة في تحرير العديد من القرى والنواحي التي كانت تحت سيطرة الدواعش، مكبدة الارهابيين خسائر كبيرة واشاعت الذعر في صفوفهم.

ويتابع شعبنا هذه الانجازات العسكرية ويقف اجلالا للشهداء وحرص على تقديم كل الدعم والاسناد لمعركتهم المظفرة ضد داعش.

وهذا الاسناد الشعبي الواسع العابر للاطياف القومية والدينية والمذهبية يعكس الطابع

الوطني للحرب ضد داعش بشكل عام ، ومعركة الفلوجة بشكل خاص. والحرص على الحفاظ على هذا الطابع وترسيخه ضروري لتحقيق اوسع تعبئة للقوى والاهالي لصالح الحرب ضد داعش، ولقطع الطريق امام نشوء حواضن للأرهاب او لأيجاد ركائز وخلايا نائمة له بجري تنشيطها لاحقاً.

في ضوء هذه السمات والخصائص ، ينبغي على القيادة السياسية والعسكرية تحقيق الادارة السليمة للحرب ولمعركة الفلوجة من الناحيتين العسكرية والسياسية.

فاذا كانت الادارة العسكرية تبدو موفقة حتى الان وتحقق نجاحات، وقد انجزت تقريبا المرحلة الاولى من عمليات الفلوجة، وشرعت بالمرحلة التي تهدف إلى تحرير القرى والمناطق المحيطة بمدينة الفلوجة وتامين مسك الارض فيها على ان تعقبها المرحلة الثالثة التي تتمثل باقتحام المدينة وتحريرها من سيطرة داعش، وصرحت قيادة العمليات المشتركة أن الحشد الشعبي سشارك في المرحلتين الأولى والثانية ويكتفي بالاسناد خارج مدينة الفلوجة دون المشاركة في اقتحامها.

ونظرا للقيمة الرمزية والسياسية المهمة للفلوجة، تكسب الادارة السياسية الصحيحة اهمية حاسمة في ضمان نجاح او فشل تحويل الانتصار العسكري الى انتصار سياسي. ونقصد بالانتصار السياسي تامين عودة الاهالي المهجرين والنازحين واعادة تأهيل المدينة وتوفير الخدمات واعادة بنائها، والأكثر الحاحاً حاليا هو ضبط الخطاب الاعلامي والتحرك السياسي للأطراف المشاركة في العمليات بما يضمن بعث رسائل واضحة مطمئنة لاهالي الفلوجة والمناطق الأخرى التي يجري القتال من اجل تحريرها، بعيدا عن كل ما قد يثير او ينطلق من مشاعر متطرفة، أو يوحي بسلوكيات مسيئة محتملة إزاء الأهالي. ومؤخراً، ظهرت اصوات وممارسات تنحو هذا المنحى وتروج إلى ما يخالف ما أعلنته قيادة العمليات المشتركة ما يشكل ذلك تهديداً للبعد السياسي للعملية برمتها.

ويلاحظ أن حملة اعلامية كثيفة بدأت تتصاعد في بعض الفضائيات وصدور تصريحات من منظمات دولية ، تنبه وتحذر من احتمالات تكرر بعض الممارسات التي صدرت سابقاً من عناصر غير منضبطة ومسيئة من بين المتطوعين.

وقد استغلت هذه الخملة الاعلامية بعض والمواقف غير الموفقة لعناصر محسوبة على هذه الجهة المشاركة او تلك في العمليات العسكرية ضد داعش. ولا يخفى علينا ان هناك قوى واطرافا اقليمية ودولية تستغل ما يصدر من خطاب او ممارسات سلبية لتأجيج الرأي العام واستثارة المشاعر الطائفية لتعطيل عمليات تحرير الفلوجة والابقاء على توتر الأوضاع.

من موقعه على الفيس بوك

  كتب بتأريخ :  الخميس 26-05-2016     عدد القراء :  3105       عدد التعليقات : 0