الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حكاية يوم الجمعة

يعرف القرّاء الأعزاء ، أننا دولة بلا برلمان ، وأنّ الحكومة ضعيفة ومكسورة الجناحين ، وأنّ الوضع الاقتصادي صعب جدا . وان معظم العراقيين ملّوا من الوعود . والجميع يعرفون أنّ وسط بغداد مغلق كل جمعة ، ولكن لاأحد يعرف متى تنتهي هذه المهزلة " الأمنية " ولماذا تستمر بنفس " النجاح " كل أُسبوع ؟ ، فأين إذاً سنجد الأُعجوبة العراقية التي يمكن لها أن تخفّف عنا غياب النائبة عواطف النعمة .

الذي لا نستطيع رؤيته أحيانا هو التآخي الإنساني بين العراقيين ، في بلد يصرّ ساسته وبرلمانه وحكومته على تقسيمنا الى طوائف وعشائر وأقوام ، في هذا البلد المنكوب بعهر السياسة وعنجهية رجالها ، قرأتُ خبراً مفرحاً لم ينتبه له الكثيرون للأسف ، فقد نشرت وسائل الإعلام خبراً عن أربع طالبات عراقيات أعمارهن لاتتجاوز الأربعة عشر ربيعاً فُزنَ ببراءة اختراع بالمركز الاول من بين 1800 اختراع على مستوى الولايات المتحدة وكندا، في مسابقة اقامتها وكالة ناسا الفضائية التي لقّبت الفتيات الاربع بفتيات الفضاء .

الفتيات الهاربات من جحيم المفخخات ، ومن وجوه ساسة الصدفة كُنّ

من ثلاث محافظات ، اثنتان من بغداد وواحدة من كركوك والرابعة من البصرة ، قضينَ مع عوائلهنَّ سنوات من العذاب والحرمان في تركيا من أجل الحصول على لجوء إنساني .

ربما سينتفض قارئ " حامي الدم " ويقول لماذا تُمجّد عوائل فضّلت بلاد الغربة على اوطانهن ، وتسكت عن تمجيد مواطنين يدافعون عن وطنهم ؟ في هذه المسألة ربما يكون المواطن على حق ، لو اعتبر ان العلم هو ايضا دفاع عن الوطن ، وهو أسمى حالات الدفاع ، ثم ياسيدي ماذا لو ان الفتيات عشنَ في البصرة او بغداد او كركوك ، ربما سيطلب منهنَّ ان يشاركنَ في مهرجانات التكليف الشرعي التي يبرع بها ساستنا الأشاوس !

وأعود الى خطة وزارة الداخلية ، بإلغاء يوم الجمعة من حياة العراقيين

وأ تذكر كتابا جميلا قراته منذ سنوات للمؤرخ الاميركي الراحل هوارد زن،بعنوان قصص لاترويها هوليوود ، ولن أنسى أبداً جملة يمكن أن تشكل في نظري منهج حياة لكل مواطن يريد تغيير بلاده إلى الأحسن والارقى : "لا تنس أنك مواطن". وهي عبارة قصيرة يلخّص فيها زن حقيقة أن الدول لا تتقدم، إلا عندما يكفّ المواطن عن التماس الأعذار لمن يتحكون بمصيره ، ويتذكر أن دوره الوحيد هو أن يطالب بحقه في أن يحكمه حكام يسعون الى جعل حياته أكثر أمناً واستقراراً وأقل سوءاً وتعقيداً. والا فلا مفر سوى الاحتجاجات التي شعارها " لاتتراجعوا "

  كتب بتأريخ :  الجمعة 03-06-2016     عدد القراء :  3351       عدد التعليقات : 0