الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
غاز البواچي

في تظاهرات شباط 2011 في بغداد، صرحت الحكومة بأن وراء التظاهرات الشعبية التي قام بها المدنيون أجندات خارجية وأياد بعثية، ولم يقف وقتها مع المتظاهرين أي من الكتل الحاكمة سواء دينية أم قومية أم وطنية كما يسمونها، ويومها استعملت السلطة كل أساليب القمع لمواجهة المتظاهرين، ولاذ الجميع بالصمت، وكانت النتيجة أن تلك الحكومة اضاعت ثلث العراق وسلمته لقمة سائغة الى داعش والارهابيين.

وبعد تشكيل الحكومة الجديدة التي توقعنا أن تأخذ زمام المبادرة وتوقف الفساد والنهب الممنهج لثروات البلاد، وأن يأخذ القانون مجراه في محاسبة الفاسدين والخونة الذين سلموا البلاد الى داعش، وثبتت أدانتهم من خلال التحقيقات، الا أن الحكومة وقفت الى جانبهم ولم تتخذ أي أجراء لمحاسبة صغار الفاسدين، ناهيك عن كبارهم.

ازاء ذلك رأى المواطن العراقي أن السكوت لم يعد ممكنا، فانطلقت التظاهرات منذ عشرة أشهر، وأثمر الحراك عن صدور قرارات لم تكن لتصدر لولا الخشية من الهبة الشعبية، لكن المتنفذين أحنوا رؤوسهم للعاصفة لتمر، ثم عادوا من جديد للعب على الحبال ومحاولة إجهاض الحراك من خلال الوعود الكاذبة والأماني المضللة، فكان أن اسهمت قوى ممثلة بالسلطة في الحراك واستطاعت جماهير هالها ما وصل اليه الأمر من ترد وضياع، الدخول إلى المنطقة الخضراء، وكان على الحكومة الانتباه الى الأمر وتنفيذ مطالب المتظاهرين، ولكن.. قاطعني سوادي قائلا: «عمي يا لكن وبلاكن ذوله ما يبدلون جلودهم اله توديهم للدباغ، وما يفيد وياهم العيني والأغاتي وما يردهم للطريق غير العصا الحمره، وشوفت عينك ناس سلميين لا شايلين تفگ ولا سچاچين يطالبون ابحگهم ويردون كرامتهم تتلگوهم بالرصاص الحي والمطاطي، چا بويه ما طلعتوا حيلكم ويه الارهابيين اللي يوميه مسويلهم طرگاعه بولايه حتى وصلوا الرميثة وچماله النوب الغاز المسيل للدموع، ولكم أحنه طول اعمارنه شابعين بواچي ومخلصيهه بالضيم تاليهه اتضربونه بالغاز المسيل للدموع، ولكم هي ظلت دموع عدنه، سود الله وجوهكم عله هاي العمله الما سواهه غير صدام ومن لف لفه، لكن حبل الباطل گصير ويجيكم اليوم اللي تگولون يا ريته الجره ما صار، ويطلعون ولد الملحه حليب امكم من خشومكم!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 06-06-2016     عدد القراء :  3075       عدد التعليقات : 0