الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مؤسسات خيرية عراقية في وندزور كندا، مادة لا روح فيها

عندما تستغل المناصب لتصفية الحسابات، يدفع المساكين الثمن

وصلت مع عائلتي إلى كندا، وكان وضعنا المادي مزرياً، وبعد فترة حصلنا على المساعدات التي تقدمها الحكومة الكندية بعدالة للمشمولين بنظام التكافل الأجتماعي، هذا النظام الذي لا يمكننا ان نرى مثيله في بلاد الشرق الأوسط قاطبة.

لم اشعر يوماً بأنني اتعامل من الشخص المسؤول على انني فقير وهو الغني، او هو السيد وأنا العبد، ولم يحاول هو الآخر يوماً تجريحي او إهانتي ولا اعتقد بأنه قد فكّر بالمضوع أساساً، لأن تلك الدول تاسست على نظام يشمل ايضاً التعامل بين الموظفين والمستفيدين على اساس انساني بحت، وأكاد أجزم بأن هذا النظام خلق على روح المحبة المسيحية.

كثير من السلبيات مورست من قبل زبائن مكاتب التكافل الأجتماعي (ولفير)، وقد يسيئ البعض بتصرفهم، إلا ان القوانين الأنسانية في كندا، تفرض احترام المواطن مهما كان، ومع ذلك، يتعامل الموظفون معهم بأحترام كامل، وحقوقهم تبقى مصانة، والموظف لا يستغل منصبه للأنتقام منهم او لإذلالهم.

وبما ان القانون الكندي يسمح لفتح جمعيات وتنظيمات تهتم بخدمة الجاليات، تستفاد هي الأخرى من المساعدات التي خصصتها ميزانية الدولة، كان لنا نصيب، ومن بينها من اتت عن طريق التنسيق بين كهنة وأصحابها بحكم العلاقات الخاصة جداً ....جداً! وياليت الكهنة يؤدون دورهم بنصحهم وارشادهم كي لا يعرضوا انفسهم إلى نقد حاد.

وكم اتمنى ان اسخّر قلمي كي اتكلم عن عظمة تلك المؤسسات والتي يفترض أن تكون منّا وبنا، إلا ان الأسلوب المذَل الذي ينتهجه القيمون مع المراجعين، او محاولة الصعود على الأكتاف، يجبرني على انتقادهم آملاً ان يتحلوا باخلاقيات الجمعيات الكندية في تعاملها مع البشر.

لا افهم لماذا كل هذا الفرق الشاسع في التعامل بين جمعية خيرية عراقية في كندا وأخرى كندية، علماً بأن لكلاهما نفس القانون؟

لماذا العراقيون يتعاملون بفوقية وباسلوب خشن او يكون من بينهم انتهازي ووصولي يستغل كل نشاط لصالح مؤسسته دون جهد، بينم الكنديون يتعاملون بتواضع واحترام كبير ومع نفس الأشخاص الذين يطرقون الأبواب؟

المؤسسات العراقية التي تدعي بأنها انسانية او خيرية، والمؤسسات الكندية الخدمية بحق، كلاهما تموّلهم الحكومة الكندية، أي ليس هناك فضلاً من احد علينا، ومع ذلك،

العراقي بمؤسسته في كندا يسعى إلى اخضاع المراجعين له، ويستمتع بتملقهم، ويستلذ بأذلالهم تماماً كما كان يتعامل مسؤول عراقي  في دائرة التجنيد او الجوازت اثناء حكم البعث الحقير!

ويا ليتها فقط على المؤسسات واصحابها، بل حتى في كل مؤسساتنا المدنية والروحية، نرى هناك من يستغل مكانته للتعجرف وتصفية الحسابات، ولي من شرهم لي حصة الأسد! وذللك بسبب كتاباتي الصريحة، والتي جراءها لم يعد بأمكاني ان اكون ساعياً لخير قريب او صديق او أحد معارفهم، لأن من سأسأله خدمة من صميم واجبه، سيعتبر حضوري له فرصة ذهبية لطأطأة رأسي!

فهل يعقل ان اكمل معاملة لأشخاص اردت ان اخدمهم في مدينة اخرى تبعد اربع ساعات من سكني، لأن من هو في مدينتي يريد ان يلوي قلمي!!

فمتى يتعلم بشرنا الأسلوب الأخلاقي المحترم في الجمعيات والمؤسسات الخيرية الكندية، كي يتشبهوا بهم في التعامل؟

آلا تباً لك ايها البعث الصامد، زرعت المر في العراق وحصدنا مرارته في العراق وكندا، وتلاميذك لا تغيرهم كنيسة ولا انواع المطهرات، بل على نهجك سائرون.

اكتفي بهذا القدر ولنقل بأن هذا المقال ينطبق عليه المثل القائل:

الهدوء الذي يسبق العاصفة

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 28-06-2016     عدد القراء :  2964       عدد التعليقات : 0