الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بعيدا عن الطائفية!

المصالحة الوطنية ليست خطابات رنانة في قاعات مغلقة وليست «وثيقة شرف» نوقعها اليوم لننساها في اليوم الثاني. اسماء كثيرة طبلت وزمرت للمصالحة حين كانت في موقع المسؤولية، واذا بأسمائها يشوبها الكثير من علامات الاستفهام المتعلقة بالفساد وبالتلاعب بالمال العام (وزير . وكيل وزارة . نائب رئيس جمهورية. نائب رئيس وزراء. رئيس هيئة!! )، وبعضهم لم يترك منصبه فقط، بل ترك العراق ولم يبق له اي شيء يذكر سوى وصمة العار التي ستلاحقه على مدى التأريخ.

لم نسمع يوما أن الشرائح المجتمعية المختلفة قد طرحت مشروعا للمصالحة، كأن يكونوا شبابا يمارسون الكرة سوية، ولا يعنيهم من الذي سيهدف ان كان من هذه الطائفة او تلك!

بعكس بعض المؤسسات التي يتحدثون عن حصرها بهذه الطائفة او تلك!

لم نسمع يوما ان سواق النقل الخاص ( تاكسي، كيا، كوستر) قالوا أن المصالحة الوطنية تعنيهم، لأنهم لا يسألون « الراكب» وهو لا يسألهم عن طائفتهم او دينهم!

ليست هناك مشكلة بين المواطنين فالمشكلة محصورة بين السياسيين الذين اعتمدوا، وما زالوا يصرون، على المحاصصة بكل أشكالها!

المصالحة المجتمعية الوطنية الحقة تحتاج لرجال لا يتحزبون لطائفة او لعرق او لعشيرة، بل رجال ينتمون الى الوطن وبين جوانحهم مشروع عراقي!

هؤلاء هم القادرون على قلب الطاولة وإعادة التوازن الى العملية السياسية وبناء مجتمع عراقي موحد.

علينا ان نبحث داخل المجتمع عن النقاط التي تفرقه ونخضع تلك النقاط الى التحليل كي نعالجها جذرياً.

اذا كان هناك مسؤول في الدولة له الرغبة في إجراء المصالحة المجتمعية، باستطاعته القيام بخطوات جادة لا تكلف مبالغ ولا تثقل ميزانية الدولة، منها:

راجعوا المناهج الدراسية وارفعوا منها كل ما يؤجج العواطف الطائفية!

ارفعوا الانتماء الديني والعرقي من بطاقات التعريف

( الجنسية).

امنعوا تأسيس الأحزاب على اساس طائفي!

اضربوا بيد من حديد كل من يدعو للتحارب الطائفي او العرقي وسنوا قوانين لمحاربة الطائفية!

نحن كمواطنين ليس لدينا مشكلة إذ إننا نتعايش ونتزاوج، وفي ساحات الوغى تختلط دماؤنا دفاعا عن هذا الوطن الواحد.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 29-06-2016     عدد القراء :  2925       عدد التعليقات : 0