الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
فاجعة الكرادة

فاجعة الكرادة التي راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح ومفقود، دللت بوضوح على ضعف القوى الامنية وهزال خططها وعدم قدرتها على إيقاف هذا المسلسل الدامي، وأظهرت بجلاء أن للإرهاب حواضن وخلايا نائمة واتباعاً، وان ما وراء الفاجعة هو الفساد المالي الذي دعونا لاستئصاله ومحاكمة رموزه لأنه يمثل الوجه الثاني للإرهاب الداعشي ومعينه في إدامة وجوده واستمراره.

لقد قيل وكتب الكثير عن المسدس الفاحص، هذا الجهاز العجيب الذي كان عونا للإرهاب في قتل العراقيين، بل هو الأداة الحاسمة في التفجيرات التي حدثت في عموم العراق. فقد كشف النقاب عن الصفقة قبل أعوام وحوكم البائع البريطاني من قبل حكومته، ولكن قيادتنا الحكيمة ظلت مصرة على صلاحيته وتكذيب كل التقارير الفنية التي أظهرت واقعه الحقيقي وانه مصمم لكشف العطور، ولذر الرماد في العيون حكم على احد الضباط الكبار بعقوبة لا ترقى الى مستوى الجريمة، وظل الجهاز في أيدي الشرطة الذين أصبحوا محل سخرية المواطن، واليوم أحنت الحكومة الرشيدة هامتها للحقائق الدامغة وسحبت الجهاز من نقاط التفتيش.

وأظهرت فاجعة الكرادة جريمة من العيار الثقيل لا تختلف عن جريمة ذلك الجهاز الخرافي، هي جريمة شراء سيارات سونار ظلت نائمة في كراج الوزارة الجليلة ثلاث سنوات لوجود 17 خللا فيها مخالفاً للعقد، كما اعلن، ما يعني انها غير صالحة للعمل في هذا المجال، وتم التستر عليها خشية محاكمة المسؤولين عن الصفقة لأنهم من الرؤوس الكبيرة التي لا يأتيها الباطل من خلفها أو أمامها ووضعت في حصن حصين.. «تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي» صرخ سوادي الناطور منفعلا، وأضاف: «ولكم والله سالفتنه هاي ما صايره لا بدارفور ولا بساحل العاج ولا بعفج، الشغله مبينه الظهر الأحمر اكو ناس بالحكومة تسهل للارهابيين وتتعاون وياهم وصايرين سطه وكعيده وهو شنو فرق الارهابي عن اللي استورد السونار، اثنينهم اشتركوا بالجريمة ولازم اثنينهم تحاكموهم وفق المادة (4) ارهاب، لأن ماكو ارهاب أبيض وارهاب أسود، وصارلكم اسنين اضحكون عالوادم بسوناركم الاغبر، وخليتوا الشرطه مضحكه وهمه ينطزون مثل الكنبره وشايلين مسدس مال زعاطيط، ولكم حتى قيمه ما خليتوا للامن ورجال الأمن، وظليتوا تتسترون على ربعكم الحراميه اللي راح نظل ابوراهم حتى نطببهم لأبو زعبل!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-07-2016     عدد القراء :  3531       عدد التعليقات : 0