الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
متى يأتي الربيع!

ليس من المعقول ولا المنطقي أن تمر ثلاث عشرة سنة على التغيير وما زالت الكهرباء الوطنية تلعب معنا نحن المحظوظين (لأن عدنه كهرباء وطنية) على طريقة 4-2-4 وفي مركز العاصمة بغداد تحديدا وليس في الضواحي او المدن والقصبات النائية!

والوعود الكاذبة هي نفسها : « سوف نكتفي ذاتيا هذا العام من الكهرباء وسوف لن يكون هناك انقطاع في التيار الكهربائي « و سنصدر كهرباء الى دول الجوار» و « سوف نبيع كهرباء»! واصبحت قضية الكهرباء مثل مواعيد عرقوب وموت يا «مواطن» حتى يأتيك الربيع! والمواطن شبع موت والربيع لم يأت.. قدم من أجل الوطن أغلى ما يملك حياته وحياة أبنائه وقبل بالحد الأدنى من شروط الحياة الطبيعية والربيع لم يأت! ويقتطع جزءا من قوت أبنائه ليدفع الى صاحب «المولدة» والربيع لم يأت! ويتغير وزير ويأتي وزير جديد بكذبة جديدة والربيع لم يأت! وتتغير الحكومة بحكومة أخرى والربيع لم يأت! وتوقد الكهرباء جذوة الاحساس بالإهانة والاستهانة عند المواطن فتندلع تظاهرات عارمة في بغداد ومختلف المدن العراقية احتجاجا على شحتها والربيع لم يأت!

وتنتقل التظاهرات من أزمة الكهرباء إلى مشكلة المحاصصة والفساد الإداري و «اتكسر الدنيا» والربيع لم يأت!

وركن المواطن موضوعة الكهرباء جانبا أكراما لعيون الوطن وقتاله اليومي ضد قوى الإرهاب المختلفة..

أتعجب من الحكومات السابقة والحالية كيف استطاعت أن تتحول الى «اسفنجة» تمتص النقمة لتلفظها في مكان اخر!

لو حسبنا واحصينا المبالغ التي تدفعها العائلة العراقية الى «المولدة» خلال العشر سنين الأخيرة لتوصلنا إلى رقم فلكي نستطيع أن نبني به محطة كهربائية تكفي المنطقة بأكملها وليس العراق فحسب.

اذا قلنا أن هناك اربعة ملايين عائلة تسدد اشتراك المولدة بقيمة خمسين دولار شهريا كحد ادنى فسيكون المجموع الكلي للمبالغ المدفوعة خلال عشر سنوات هو أربعة وعشرون مليار دولار وهو حساب تقريبي كحد ادنى ..

كل مبررات الحكومة في هذا الشأن قابلة للنقاش والدحض. .من التعكز على الجانب الامني إلى محاربة داعش ومرورا بانخفاض قيمة برميل النفط، كلها أسباب غير مبررة للوصول بالمواطن وتركه على باب جهنم وليس الأخذ بيده الى بر الأمان كما يحدث اليوم بدرجات حرارة اقتربت من الخمسين او ربما تجاوزتها قليلا!

كنت احلم « وليس على الحالم حرج !» أن يخرج مدير عام من الكهرباء ويستقيل بسبب عدم قناعته بالخدمات التي تقدمها وزارته! واتمادى أكثر بالحلم وأرى واحدا من كبار السلطات الثلاث يستقيل رأفة بحال المواطن في هذا القيظ !

سيتهمني القارئ بأني أصبت بمس بسبب انقطاع التيار!

سنترك الاحلام ونعود الى الواقع ونتحدث بالأمنيات ، ولا نطالب، بل نتمنى ان يدول ملف الكهرباء « بعد ان عجزت الحكومة عن حله « وتقوم الأمم المتحدة (باعتبار القضية تمس حقوق الإنسان بالعيش الكريم) بفتح ملف « مشكلة الكهرباء في العراق» وتقيم محاكمة علنية لكل المتهمين في هذا الملف، في لاهاي او في طوريج، لا يهم المكان، وليسقط من يسقط من اي بلد او من اي حزب او من أية طائفة؟!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 20-07-2016     عدد القراء :  2781       عدد التعليقات : 0