الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الكومسيون

كما كان العيدان (الفطر) و(الأضحى) لا نقرّ بقدومهما إلا إذا سمعنا السيدة وهي تغني (الليلة عيد.. عالدنيا سعيد)، كذلك كان رأس السنة الميلادية وما زال لا يحلّ إلا إذا بشّرتنا به جارة القمر وهي تدندن من ألحان فولكلورية أمريكية ومن كلمات الأخوين الرحباني بأغنية:

(ليلة عيد.. ليلة عيد.. الليلة ليلة عيد..

زينة وناس.. صوت جراس.. عم بترنّ بعيد..

صوت ولاد.. تياب جداد.. وبكرا الحبّ جديد).

ومثلما هو معروف فرأس السنة الميلادية هو يوم عطلة رسمية في بلاد الله جميعا، ويُحتفل به في أغلب الأحايين مع الألعاب النارية والتي تبدأ من منتصف الليل حيث تبدأ السنة الجديدة، وتضج مدائن المعمورة بالتجمعات والسهرات والرقص وافتراش الأرصفة والشوارع والكورنيشات ولا ترى أمام العين وعلى الشاشة سوى الاحتفال المديد.

وخير المسؤولين في البلدان طرّا هم أولئك الذين يحولون بلدانهم إلى جنات أمن وأمان ورخاء وفرح ومنصات وفيرة للاحتفالات العامة، وأسوأ المسؤولين هم الذين يتركون بلدانهم في جحيم المفخخات والعصابات والخراب والحزن المستديم ويهربون للاحتفال بعيد رأس السنة عند الجيران، مثلما أعلن وزير الدفاع في جلسة استجوابه الفاضحة وكشف أن بعض النواب ورئيسهم طلبوا منه (مصرف جيب) لقضاء ليلة رأس السنة في العواصم المفتوحة الآمنة، وطبعا هذا (مصرف الجيب) الزهيد هو من أموال محاربة الإرهاب وداعش، ومن أثمان أرزاق أبنائنا الغرّ.

فهل يعرفون هؤلاء أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إحتفلَ بعيد رأس السنة الجديدة 2016 باحتضان زوجته ميشيل، وشارك محبيه في أمريكا وفي كل دول العالم بنشر صورته الحميمة لتلك اللحظة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وعلق أوباما على الصورة بقوله: «إحتفلْ بالعام الجديد مع الإنسان الذي تُحبه».

ولكننا نعرف أنّ هؤلاء النواب الأشاوس لا يحتفلون مع زوجاتهم الكريمات، ولا مع أبناء شعبهم الصابر، بل ينتبذون عواصم الدلع ويحتضنون الغانيات ويشربون «السمّ» بصحة بقرتنا الحلوب، ومع الأسف لم يتعرف عليهم أبونا برنارد شو الذي قال:

(إذا سقطت المرأة أصبحت عاهرة، وإذا سقط الرجل أصبح شرطيا).

فلو كانوا هؤلاء في عهده، أو جاء اليوم وشاهد جلسة استجواب وزير الدفاع الذي قَلَبَ ظَهرَ المِجَن عليهم، لقال:

ـ لا تسقط المرأة حتى لو أصبحت عاهرة، ولا يسقط الرجل حتى لو أصبح شرطيا، بل يسقطان معا إذا أصبحا نائبين برائحة الكومسيون.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-08-2016     عدد القراء :  2727       عدد التعليقات : 0