الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لا اغنيك ولا اخليك اجّدي!

مر أكثر من عام والحراك الشعبي يستمر بمستويات متباينة بحضوره الجماهيري، وطبيعة مطالبه والادوار المختلفة التي مر بها، وطبيعة القوى المشاركة، فيه وتأثير التيار المدني الديمقراطي في ديمومته واستمراره بمشاركة جماهير ترى في هذا الحراك طريقاً مجدياً لبناء الوطن على اسس جديدة بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية، وضرورة بناء الدولة المدنية الديمقراطية على اساس دولة المؤسسات بعيدا عن الطائفية والمذهبية والقومية.

وواجهت التظاهرات انتقادات شتى من أطراف لا نشك بوطنيتها او حقيقة اخلاصها، ولكنها تختلف معنا في وجهات النظر النابعة من قراءة للواقع اتسمت بضبابية مغلفة بشكوك من جدوى وجدية التظاهرات. فيما كانت لأطراف أخرى رؤيتها القاصرة التي تخفي وراءها دوافع ربما لا علاقة لها بمصلحة الوطن والمواطن، وكنا نلاقي من بعضها التخوين والازدراء وربما النعوت الرامية الى إثارة صراع لا نرى له ضرورة في الوضع الراهن، بينما كان يحمل بعضها شتى النعوت والسخرية وربما الاساءة لشخوص لهم محلهم المؤثر في الحراك.

ورغم ما قيل ويقال لم نتوقف، بل ازداد إصرارنا على مواصلة التظاهر. فالطرق يلين الحديد كما يقال، ولا بد ان يظهر تأثير التظاهرات، وهو قد ظهر فعلا لمن يرى بالعين البصيرة. فالسلطة اضطرت تحت الضغط الشعبي الى طرح مبادرات للإصلاح واكبتها ضبابية في الرؤيا وعدم الوفاء بالعهود، ولكن حدث التخلخل المطلوب في بنية القوى الماسكة بأزمة السلطة، وما قنبلة وزير الدفاع في البرلمان العراقي الا بادرة لكشف طبيعة الصراع بين القوى، وتأثير الحراك الشعبي، الذي لولاه لظلت تلك القوى تنهش ما تبقى من الجسد العراقي. صاح سوادي الناطور قائلا: «اگلك ذوله مثل ما يگول ابو المثل لا اغنيك ولا اخليك اتجدي، لا همه النازلين ويانه للساحة ومشاركينه بالمظاهرات ولا همه السادين حلوگهم وكافينه خيرهم وشرهم. ادري شيردون نگعد ما نتظاهر ونخلي الحرامية على كيفهم؟ لو نطلع مظاهرات ونگف بوجوههم ونوگفهم عد حدهم؟ يگولون لمن كان رفيقنه فهد معتقل كان اكو فلاح بسيط مسجون وياه، لمن عرف ليش مسجون فهد گله يمعود انته اشجابك عله هاي الطلايب هاي ينراد الهه صمخات، وشيوگع هاي الحكومة العدهه جيش وشرطه والانكليز. فضحك الرفيق وگال له هسه اراويك، وكانوا يتمشون بساحة السجن. ففهد گال للفلاح بروح ابوك ما تشلع هذا المربط راد الفلاح يشلعه ما گدر وكان هو وفهد يتمشون وكل شويه يضرب المربط برجله بعد ربع ساعه گله جر حيلك وشوف تگدر اتشلعه الفلاح مد ايديه عليه وشلعه، فضحك فهد وگاله وهكذا الحكومة نشبعهه دفرات حتى نوگعهه مهما قوَت!».

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 09-08-2016     عدد القراء :  9966       عدد التعليقات : 0