الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كأسان من النبيذ وأنهار من الدماء

ليس سوى كأسين من النبيذ أحدهما أحمر والآخر أبيض احتستهما الوزيرة الجميلة قبل أربع ساعات من شروعها بقيادة مركبتها الخاصة، ولأن مفرزة شرطة المرور التي كانت تؤدي واجبها المعتاد قد أوقفتها من أجل الفحص المباغت الذي هو واحد من مهامها من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين حيث يتم الفحص بالنفخ لمعرفة نسبة الكحول حيث وضع قانون المرور ضوابط محددة لذلك ومن يتجاوزها يخضع للمحاسبة ولو كان ملك السويد كارل غوستاف بشحمه ولحمه .

في علم الإحصاء يتم أخذ العينات العشوائية من أجل تسجيل البيانات والاستنتاجات ويبدو أن حظ وزيرة التعليم السويدية جعلها عينة عشوائية بيد مفرزة المرور وقد تجاوزت الحد المسموح به من نسبة الكحول في الدم ! والأمر مع الوزيرة يختلف عن سواها فهي عضوة حزب عريق على الساحة السياسية السويدية وهذه الموبقة لا يمكن لها أن تمر بسلام فما العمل إذن!!

لقد قدمت الوزيرة الشابة الحسناء استقالتها مع اعتراف صريح بالخطأ واعتذار لكل من وضع ثقته بها من رئيس الحزب وأعضائه والمواطنين .

انتهى الخبر كما قرأته وشاهدت الوزيرة الشابة وهي تتحدث ، انتهى الخبر وبدأت معي كآبة قاسية حيث انتقلت إلى ضفة الخراب البعيدة حيث وطني وآخر وجع مر إذ محرقة الخدج التي أبكت ملائكة السماء ، ومن يقود ومن يقاد ومن يطاع ومن يطيع ومن يرتكب أكبر الفواحش اللا أخلاقية واللا إنسانية واللا دينية بحق أهله وأرضه ولم يكلف أحدهم نفسه عناء الكلمة الطيبة ومناجل الموت تحصد كل يوم أرواح الأبرياء حتى غدونا لا نستبشر الصباحات من هول ما ينتظر!!!!

كأسان من النبيذ مدعاة لاستقالة وزيرة بعمر الورد ونحن لدينا دايناصورات عاثت فساداً بعراق المقدسات كما يطلقون عليه وهل هناك ماهو أقدس من ابن آدم ! وإنساننا يكابد ويعاني من اعتلال ضمائر الحاكمين وأولي الأمر الذين جنحوا للفسوق سرقةً ورشوة ً وحتى موتاً وقتلا إذا ما تعارض الحال مع مصالحهم !

لقد قادت الوزيرة التي لم تبلغ الثلاثين ربيعاً مركبتها وهي تحت تأثير الكحول فاستقالت لشعورها بالذنب وبالتقصير أمام من وضع ثقته بها فما يقول من يقود وطناً بأكمله صوب الجحيم ! كيف نبني عراقاً ولو ببصيص ديموقراطية حقيقية والكراسي طليت بغراء أبدي فمن يجلس عليها يلتصق بها ولن يغادرها حتى دكة الموتى .

صرت أطمع أن يتعافى العراق ولو بربعية من عرق هبهب وكل ما يهمني أن يكون الشارب نقي الضمير عراقي الولاء يحمل في قلبه محبة الناس والخوف عليهم ومن يستشكل من شربه فليتوضأ به بدل أن يتوضأ بدم العراقيين ليصلي على سجادة الخديعة والتقوى المزيفة.

http://www.msn.com/sv-se/nyheter/inrikes/socialdemokratisk-minister-fast-f%C3%B6r-rattfylla-avg%C3%A5r/ar-BBvzRnB?li=AAb2bl2&ocid=spartandhp

  كتب بتأريخ :  الأحد 14-08-2016     عدد القراء :  2577       عدد التعليقات : 0