الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
صرنا سينما!

أصبحت "السينما"، ومنذ فترة طويلة، مضربا للامثال في تردي الاوضاع، التي تصل حد انتشارها ونشرها على حبل الغسيل وبالتالي تسمح للقاصي والداني بالتفرج على غسيلك! ونحن بالفعل أصبحنا ،في عراق المحاصصة اليوم، "سينما" بسبب الفساد والفاسدين الذي جاء بهم نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، وصرنا فرجة للعالمين.

ولأن الفساد ضرب اطنابه في كل المؤسسات لم تجد الدولة بداً من التعاون مع المجتمع الدولي في حل مشكلة الفساد. لاننا اذا اعتمدنا على القوى السياسية المتنفذة في السلطات الثلاث في حل مشكلة الفساد، فإننا لن نصل إلى حل معقول لانه لا يمكن لفاسد ان يحكم بعدالة! وسوف يجد مئات "التخريجات" من اجل ان يتهرب من فتح هذا الملف او ذاك ويا "مكثرها" ! وهي تزداد يوما بعد يوم، ولن يكون اخرها البنادق العاطلة التي اشتريت للحشد الشعبي وبضعف سعرها الحقيقي! صرنا سينما حقا!

هذا على مستوى العسكر. أما على مستوى الثقافة والفن فملفهما لا يخلو من شبهات! وبعودة سريعة لملف بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 ، تستطيع أن تعثر وبسهولة على غسيل متسخ نشر على السطوح وعرف به الحاكم والمحكوم.

أولها كان فضيحة دار الأوبرا التي وصلت كلفة إنشائها إلى ما يقارب الثلاثين مليارا من الدناتير. ولم نر لا أوبرا ولا كوبرا! فلقد سرق الفاسد عشبة الخلد التي وردت في المثيولوجيا العراقية وراح يتناسخ ويتماسك بشكل غريب في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين.

بالمناسبة كان اول الخاسرين في ملف الأوبرا هو نقابة الفنانين العراقيين! لانها كانت مجبرة على ترك مقرها في السنك بسبب غلق الطريق المؤدي الى المقر بحجة الاعمال في بناء الأوبرا. ومنذ ذلك التاريخ ونقابة الفنانين بلا مقر ينسجم مع اسمها وتاريخها والرموز الفنية التي انتمت اليها..

أما الملف الثاني الذي يتعلق بالفن فهو الأفلام السينمائية التي أنتجت لنفس المناسبة، ونقصد بغداد عاصمة الثقافة 2013 ، من جهة، و"خيمة" الشركة اللبنانية وسعرها الباهض، وهي التي نصبت لافتتاحية بغداد عاصمة الثقافة العربية من جهة أخرى..

وما زال البعض يمارس سياسة "طمطملي واطمطملك!" كي لا نصبح "سينما!"

بالمناسبة سأل فنان زميله المسرحي:

- ها شلون أخبار المسرح؟

!! يا مسرح.. صرنا سينما-

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 16-08-2016     عدد القراء :  3258       عدد التعليقات : 0