الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ﻻ يملكون في قلوبهم محبة للعراق

لقد غيب الطائفيون حقوق اﻷنسان العراقي وابقوها راسية على مراسي شواطيء وعرة ، مهددة بأمواج الحقد والكراهية والثار واﻹنتقام الدفينة منذ قرون في ذاكرة هذا المذهب وذاك ، زارعة الخوف في نفوس الناس . وليومنا هذا لم تُكتشف حقيقة من يقف وراء ذلك . حيث ليومنا هذا يستمر إنعاش ظروفها بعيدا عن قوانين الطبيعة القائمة على قيم المحبة والعطاء والتسامح والغفران ، للحيلولة دون تحقيق تحرر اﻹنسان من اﻹستغلال ودون نشر قيم العدالة اﻹجتماعية ، التي قُدمت الدماء والتضحياة من أجل نصرتها على مر العصور ، ومنها ما قدمته مكونات شعبنا العراقي ، حيث أرخصت  العطاء والفداء في سبيلها ، منذ نشوءه الدولة العراقية . ومما زاد من خيبة عطاءه وإستدامة فرحته ، القوى السياسية التي سُلمت لها مواقع القرار في العملية السياسية بعد إسقاط الصنم ، خاصة بعد تبنيها النهج الطائفي واﻹثني المقيت  ، والتي قامت بشكل متعمد الى تغييب ، ما كان يعتقده الناس ، من أنها ستعيد للوطن نسائم ثورة تموز المجيدة . ويشم الشعب نسائمها من جديد . ومع هذا ﻻ زال الجيل الذي عايش الثورة ، تواق لتحسس جزء من مآثرها التي فرضتها على ذاكرته منجزاتها الوطنية ، التي بفعلها نقل العراق رغم شحة مصادره المالية آنذاك ، الى مواقع متقدمة في التقدم العلمي والتحضر واﻹخاء الوطني في المنطقة والعالم ، ذلك أن قلوب قادتها كانت مفعمة بمحبة العراق ، ولم يستبعدوا محاولة قيام مجتمع جديد مستند الى الكفاية والعدالة ، و فرص مادية للممارسة الديمقراطية . لكن قوى الطابور الخامس ، ومن ﻻ يملك محبة العراق ، الذين بقيوا معشعشين في أجهزة الدولة ، شحذوا همتهم  التي إستصغرها قادة الثورة ، وبدأت تعمل على كل ما من شأنه اﻹطاحة بالثورة وبمكتسباتها ، كما تحاول حاليا بوضع العصا في عجلة التغيير لتضييع المكاسب الوطنية ، وتحرير اﻷرض التي سلمت لداعش ، ومعها يغيبوا ثقافة إحترام حقوق اﻹنسان التي نص عليها الدستور ، أو تبقى مخنوقة .

كل ما تخشاه الجماهير الشعبية أن نفوذ الطابور الخامس ومعهم من ﻻ يملك محبة العراق ﻻ زالوا فعالين كما تشير اﻷحداث في أجهزة الدولة ، وهم من يقف وراء عرقلة التغيير واﻹصلاح ، وخلق المعوقات والصعوبات أمام كل من يسعى للقضاء على روح الكراهية والثأر واﻹنتقام ، التي زرعها نهجهم الطائفي اﻹثني ، مستغلين الديمقراطية الهشة ، في أجواء إثارة الرعب وفقدان اﻷمان بين الناس ، على شكل تفجيرات يومية هنا وهناك ، ولم يكتفوا بذلك بل إبتكروا طرقا جديدة ﻹثارة الرعب بين الناس ، يكمن في طياتها الحقد الدفين على كل شيء يمت للعراق بصلة ، شملت التعرض لحياة اﻹطفال الخدج ، بإفتعال الحرائق في مؤسسات الدولة واﻷسواق ، وليس آخرها حريق قسم الوﻻدة بمستشفى اليرموك التعليمي الذي فحم أجساد 12 طفلا خديج ، وحُملت مسؤوليته كالمعتاد على تماس كهربائي . وهكذا إعتادوا توميه خططهم في ترويع الناس من جهة ، وتغييب ملفات فسادهم المنتشر في دوائر الدولة من جهة ثانية ، بالرغم من أن اللجنة التحقيقية الخاصة توصلت الى أن الحريق تم بفعل فاعل ، ومع هذا عم الصمت والسكوت المؤسسات المسؤولة ، وتم تناسي هذه المجزرة ، ليمضوا قدما بهدوء لمواصلة مسرحية النهج الطائفي المقيت ، ليصبح التخندق الطائفي والكراهية سيد  العملية السياسية

لقد ذكرني تفحم اﻷطفال الخدج ، بنشاط الخلايا اﻹسلامية النائمة في ليبيا ، عندما برر أحد أعضاءها  معارضة إقتراحي القائم على ضرورة النهوض بتوفير أجراءات وقائية من الحرائق والحوادث اﻷخرى التي تُعرض حياة اﻷطفال الخدج للخطر . في قسم العناية الفائقة لمستشفى صلاح الدين التعليمي بطرابلس ، المبنية أقسامها من الجبس كارتون ، والمكيفة أقسامه ، ذكرني إحتجاج أحد أفرادها اﻷطباء الملتحين والساهرين على أداء فرائض اﻹسلام بأوقاتها ، قائلا ، ومن اين تاتي الجنة بعصافيرها إذا قمنا بإنقاذ حياة كل طفل . لكن محبي بلدهم سرعان ما أوصلوا أقتراحي الى الجيش ، وقام مشكورا بتزويدنا بمعاطف ، تحوي على عدة جيوب يوضع فيها اﻷطفال لينقلوا الى مكان آمن ، ومثل هذه اﻷمور واﻹجراءات الصيانية ، تفرض تواجدها في ذهن من يشرع بتاسيس قسم العناية الفائقة للأطفال وحديثي الوﻻدة قبل إفتتاح القسم ، لكن يبدو أنه ﻻ زال في بين صفوف المعنين في بلدنا من ﻻ يكن الحب للعراق ، ويعمل على ترويع الناس لتبقى عمليات تزويد المقابر بالجثث مستمرة  

لقد حان الوقت ليستشعر الناس الحاجة الملحة  لكنس من ﻻيملك في قلبه محبة للعراق من مواقع القرار ، وكل من يعيق المطالبة بحقوقها المهضومة ،  والتمتع بالحياة الحرة الكريمة ، التي توفرها ثروة الوطن النفطية والمائية ( دجلة والفرات) . اللتان فيما لو أستغلت في أجواء عدالة الدولة المدنية الديمقراطية ، لخرج العراق من ما هو عليه

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-08-2016     عدد القراء :  2964       عدد التعليقات : 0