الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أبو البانيه!

منذ سقوط صنم الدكتاتورية والعراق يطفو على بحر من الفساد المالي والاداري، وفي كل يوم نسمع عن فضيحة من العيار الثقيل. فما أن تنتهي فضيحة السونار «أبو الريحه» حتى تظهر فضيحة الاسلحة الروسية، وما أن تنتهي فضيحة أرزاق الجيش حتى تفوح رائحة مشروع بسماية، وما أن «تلفلف» قضية بغداد عاصمة الثقافة حتى تظهر فضيحة أكثر جدة، وهكذا عشنا بين الفضائح حتى بات العراقي ينام ويصبح على فضيحة من العيار الثقيل، وبات الجميع يعيش في عفن الفضائح حتى لا يمر يوم دون فضيحة مدوية ترفع لها الرايات.

والغريب أننا كنا في الماضي نشير الى فلان أو علان في هذه الدائرة أو تلك انه «متهم» بالفساد المالي، وكانوا يعدون على عدد الأصابع. أما اليوم وبفضل المفتش العام وهيئة النزاهة. فقد تفشى الفساد حتى ندر أن تجد نظيفا بين هذا الركام الهائل من الفاسدين، وأصبح من الصعب أن تميز بين النظيف والفاسد. فقد اختلطت الأوراق وبات الكل في قفص الاتهام والمتهم بريء حتى تظهر براءته.

والأغرب أن لا أحد يستحي من النعت بـ «الفاسد»، بل أن هناك من يعترف على الملأ بفساده. فهذا يقول أن الجميع فاسدون بما فيهم أنا، والأخرى تقول «تقاسمنه الكعكة بيناتنه» وثالث لا يستحي من ترديد «أبيتنه ونلعب بيه وشلهه غرض بينه الناس».. ضحك سوادي الناطور ضحكة يقطر منها الألم وقال: «يـگولون أكو واحد عنده خويطات چــان اذا يسمع واحد يـگول «بانيه» يـگلب الدنيه عله راسه ويشبعه مسبه وشتايم، يوم من الايام أجه واحد وگـال الربعه شنو رايكم اذا گـلت لفلان بانيه وما يغلط عليه، گالوله فنك، تراهنوا الجماعه، هذا أجه يمه وصفگ بديه ساله ابو البانيه خيرك فلان انشالله ما كوشي، كله والله مشكله أجيت للبيت ما لـگيت لا أمي لا مرتي لا أختي ولمن دورت عليهن لـگيتهن بالكلجيه ورجعت دايخ وجوعان، رحت لبو المطعم گتله شعندك گلي بانيه وتمن گتله جيبلي بانيه وتمن، انتظرت ماكو صحت بانيه بانيه بانيه صحت ثانية وثالثة، هذا هم ما جاب، گتله عمي ليش ما تجيبلي سم؟ گلي عمي شطلبت گتله بعلو حسي بانيه بانيه بانيه، هم ما جاب، عفتهه وطلعت وهالتشوفني مقهور، ابو البانيه ساكت عافهه وگام أجوه الجماعه گالوله ليش تغلط علينه من انـگلك بانيه وهذا صار اله ساعه يصيح بانيه بانيه وانته ما حاجيته گللهم شحاجيه اذا ... بالكاوليه شأكله أكثر من هذا عاد، ولا ربعنه ترس ترس لمن انترست اذانهم وبعد ما يسمعون كلشي!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-08-2016     عدد القراء :  3192       عدد التعليقات : 0