الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سور (العراق) العظيم

أعلنت قيادة شرطة محافظة المثنى أنه سيتم الشروع بحفر خندق حول مدينة السماوة لغلق كافة المداخل التي قد بمكن لـ «الإرهابيين» الدخول منها.

وقال قائد شرطة محافظة المثنى انه «بعد زيارة وزير الداخلية إلى المحافظة واطلاعه على الواقع الأمني فيها تم الاتفاق معه ومع الحكومة المحلية على دعم الأجهزة الأمنية معنويا ولوجستيا».

وكانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنت أيضا عن بناء سور حول بغداد بالكتل الكونكريتية يمتد على مساحة 300 كم، وان الهندسة العسكرية باشرت بحفر خندق عرضه ثلاثة أمتار وعمقه متران لتطويق العاصمة، ولكن القائد العام للقوات المسلحة ألغى القرار بعد لغط سياسي.

وهذه الطريقة للحماية قديمة جدا، ابتدأت مع بناء سور الصين العظيم قبل الفي عام، والذي يعدّ من عجائب الدنيا السبع. وهو مشروع دفاعي عسكري قديم، بارز ونادر في التاريخ المعماري البشري. وهو لا يظهر ذكاء الصينيين فحسب، بل يجسّد جهدا مائزا بذلوا فيه العرق والدم، كما انه الشاهد البشري الأوحد الذي تمكن رواد الفضاء من مشاهدته بالعين المجردة وهم على سطح القمر.

يتكوّن السور من حيطان صادة وأبراج مراقبة وممرات استراتيجية وثكنات للجنود وأبراج للإنذار، وغيرها من المنشآت الدفاعية، ويسيطر عليه نظام قيادي متكامل يتكون من مستويات عدة. وفي عهد أسرة (مينغ) الملكية كان يبلغ إجمالي طول السور 7000 كم، وكان عدد الجنود المرابطين على خطه يبلغ حوالي مليون جندي.

يمر سور الصين العظيم بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة، حيث يعبر الجبال والأجرف ويخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار. لذلك فالهياكل المعمارية للسور مختلفة وغريبة أيضا، إذ بني السور في المناطق الصحراوية بمواد مكونة من الأحجار المحلية ونوع خاص من الصفصاف نظرا لشح الصخور والطين. أما في مناطق الهضبة فبني السور بالتراب المدكوك أو الطين غير المحروق، لكنه متين وقوي ولا يقل عن متانة الجزء المبني بالصخور والآجر.

يتراوح عرض السور بين 4.5 و 9 أمتار في قاعدته (أي بمعدل 6 أمتار)، ويتراوح ارتفاعه بين 3 و8 أمتار. ووضعت فيه أبراج للحراسة في كل 200 متر، كما توجد قناة على قمته لصرف مياه الأمطار تلقائيا ولحماية السور.

ومعلوم أن سور الصين العظيم هذا قد أضيف إلى قائمة التراث العالمي في اليونسكو عام 1987.

ولكن رغم كل الجهود التي بذلت في بنائه، فإن السور لم يوفر الأمان والحماية للناس من هجمات الغزاة. فخلال المائة سنة الأولى من بنائه تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات.

وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية بحاجة إلى اختراق السور أو تسلقه! فقد كان الغزاة يدفعون «المقسوم» إلى كبير الحراس والحماية، ويدخلون عبر الباب.

لقد انشغل الحكام الصينيون ببناء السور، ونسوا او اهملوا بناء الإنسان.

ومثلهم يفعل اليوم حكام أفذاذ!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-08-2016     عدد القراء :  2286       عدد التعليقات : 0