الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
إرتفاع درجات الحرارة والتصحر واﻹستجواب ومستقبل أﻷجيال

يثير تطور اﻷوضاع المناخية قلق حاملي الهم العراقي كعامل إضافي لعوامل متعددة يتوقف عليها الى حد كبير مصير شعبنا وأجيالنا القادمة . فمن الملائم التساؤل عن ماهي اﻷجراءات المتخذة حاليا ومستقبلا لحل المعضلات الناجمة التي شهدها شعبنا ، وسيشهدها مستقبلا من إرتفاع قياسي غير مسبوق لدرجات الحرارة في الصيف وشحة المياه مع غياب الكهرباء ، حيث يتوقع خبراء اﻹرصاد الجوي المناخي أن يواجه شعبنا عواقب اسوأ، قد تفجر نزاعات بين المدن والدول ، لما يثار من تقنين مصادر المياه من قبل جيراننا في الشمال والشرق ، لتحقيق ضوابط تنطلق من متمنية توسعية مبنية على اسس طائفية ومذهبية في المنطقة . أذا لم تعالج في مكانها وزمانها ، وبشكل جدي ، يضمن حقوق كافة اﻷطراف . فان التصحر ﻷرض ما بين النهرين أمر ﻻ محاله ، ومع ما يحدث من تبعات أخرى ناجمة عن ظاهرة اﻷحتباس الحراري قد يصعب معه إستمرار الحياة الطبيعية بشكل سلس . فهل تستطيع الناس الصمود تجاه اﻹرتفاع المتزايد لدرجات الحرارة مع غياب الكهرباء وشحة المياه !؟ هذا مستحيل فاﻹنسان ﻻ يتكيف مع النار التي جعلها الله عقابا للفاسدين وسراق المال العام.

فبجانب مشاريع التقسيم والمعطيات التي تسببها موجة الحرارة والجفاف لعامة الناس ،إذا أضفنا ما يعانيه حاليا مئات اﻹلوف من المهجرين من المناطق التي إحتلتها داعش ، يتبين للقاصي والداني مدى قوة تحمل مكونات شعبنا للمآسي والويلات ، والتي كانت تحلم بالتخلص منها بعد إحتلال العراق وحكم اﻷحزاب اﻹسلامية ، لكنها إستمرت بعد تبنيها نهج المحاصصة الطائفية واﻹثنية ، الذي نخشى أن يطول التمسك به ليمس مصالح اﻷجيال القادمة . فهل تستطيع مكونات شعبنا في هذا الزمن من مواصلة صمودها في جعل عراقنا قلعة منيعة أمام مآرب الدول الطامعة القريبة والبعيدة ، وأمام منفذي أجندتها الذين ليومنا هذا صعب عليهم تفليش تماسكه من الداخل ، وهل سينجح الشامتون بإستغلال اﻹستجواب ، وما ينجم عنه من هشاشة في الحكم ، والتسقيط الكيدي السياسي ، الذي يصب بإتجاه على ما يبدو ، إيقاع كل من تسول له نفسه ممن ظهورهم مكشوفة التأشير على مواقع الفساد واﻹهمال المتعمد من قبل المسؤولين في فخ التسقيط اﻹداري والسياسي، والمضي قدما في خلق أجواء تربك إﻹستعددات لتحرير كامل اﻷرض من دنس داعش ، وبالتالي التقصير في مواجهة ما سينجم من توتر بين أطراف الصراع في المنطقة ، الذي قد يعيد العالم الى إتون الحرب الباردة ، مع اﻷخذ بنظر اﻷعتبار أن تلك الدول قد ربطت اجنداتها بإقتصاد السوق المعولم ، مما يؤكد أهمية مواجهة اﻷحداث في المنطقة والحيلولة دون بروز مؤثرات سلبية على مراحل تطورها اللأحق ، سيما والفاسدين وحيتانهم منهمكة حاليا بتحويل مهام تحرير اﻷرض لشماعة يرموا عليها مبررات اﻹبتعاد عن ضرورة مواصلة إيقاف محاربة الفساد والفاسدين الحقيقيين ، وتجاهل ملفات فسادهم ، بإعاقة نشر اقنعتهم أمام الناس في الداخل والخارج ، مما يقود بالضرورة إلى زعزعة ثقة الجماهير، ويبعث الشك بجدية نوايا التغيير واﻹصلاح التي بهما فحسب ، يتم تحقيق الحقوق المدنية واﻹجتماعية التي إفتقدها شعبنا منذ عقود.

فحاليا يبرز في الصورة وبشكل حاد ، أثناء وبعد اﻹستجواب الكثير من القضايا الجذرية التي تعرقل عملية تشخيص سليم للفاسدين ومريدي التطور لعراقنا ، كسبيل يمر عبرهما التماس بين ترسيخ المغانم السياسية واﻹقتصادية واﻹجتماعية ، فما يجري من لهاث وراء مواصلة الحصول على المناصب السيادية التي تشكل مصادر اﻹستغلال وجني اﻷرباح ، مع بقاء التنابز وكيل اﻹتهامات بين المسؤولين ﻷجل إستدامة مصالحهم الذاتية . يجري إدانة الناس لوحدها إن استشاطت غضبا ورفعت أصواتها من أجل وضع حد للفساد والفشل وإيجاد حلول لمعالجة مآسي نقص الخدمات . منذ ما يقرب من عام وهي تطالب بمحاسبة الفاسدين وكشف هويتهم أمام الشعب دون إستجابة.

لقد هللت الناس لممارسة من إنتخبتهم ، اﻹستجواب لبعض الرابضين على مواقع القرار ، ولبروز ظاهرة إعتماد من أين لك هذا ؟ لكنها لم يدر بخلدها أنهم قد يحولوا عملية اﻹستجواب إلى مسرحية داخل قبة البرلمان ﻹستخدامها في الصراعات من أجل السلطة والحصول على الموقع مما يبعده (البرلمان)عن ممارسة دوره الرقابي الذي جاء كثمرة من ثمار النضال المطلبي الذي يحاول البعض من المتنفذين وكبار الفاسدين اﻹلتفاف عليه ، وتسخير آليات الرقابة والمحاسبة لخدمة أغراضهم ومصالحهم الخاصة ، سيما وإن لديهم حساسية واسعة أزاء شخوص الحراك و ثقافة فكرة التغيير واﻹصلاح ، التي عكسها عدم اﻹهتمام بمطاليبهم العادلة إلا ما يجبروا عليها عبر تظاهرهم.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 05-09-2016     عدد القراء :  2877       عدد التعليقات : 0