الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الفساد ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله

كان ياما كان في قديم الزمان ملك يبيع اللؤلؤ والمرجان .

كان غنيا ، يملك المزارع والبساتين والدجاج والاغنام والثيران .

ولكن لا بد ان تمتد يـد الايام والزمان ، لتقطف ما بذله الله للخلق والانسان من خير ونعيم عميم وفاكهة ورمان .

تسلطت على الملك الغني زوجته الرابعة تنهيدة الاحلام وحلوة النسوان .

فاخذت تبذخ في شراء ما تحب من حرير ودمقس وكتان .

ولما كانت لا تحرص على مال وبنيان ، فانها خانت الملك واحبت احد امراء الجند من قادة البلاد الخصيان .

فاغدقت عليه الهدايا والتحف والنياشين حتى صار كالديك صاحب الصوت الرنان .

فاخذ يغرد خارج السرب ، حتى ان المليك المفدى سمع باندهاش ما تردد في جنبات القصر من قصص وحكايات عن الامير الهمام وحلوة النسوان . رغم ان الامر لم يكن بينهما سوى اعجاب ونظرات خفاف لان صاحبنا لايملك صولجان الرجال .

قرر الملك ان يلقي القبض على أمير الجند بالجرم المشهود ليقتص منه ، وليقطع دابره ليكون عبرة لمن يعتبر من جند وحراس .

فاولم المليك وليمة لامراء الجند في القلعة القديمة ، وحين اكتمل عددهم وتحلقوا حول خوان الطعام ، بادرهم الاتباع الرمي بالمنجنيق والبندق والسهام ، فاردوهم قتلى يسبحون في بحر من الدماء والالام .

فلقى صاحبنا الامير الهمام مصرعه مع من صرع في تلك القلعة المشؤومة .

وما كان من الاميرة حلوة النسوان الا ان تـنـتـقم .

فاولمت للمليـك وليمة حمراء ، وارتدت اغلى ما لديها من حرير يشف عن مفاتن انوثتها ويكشف كل جميل وفتان مما يسر الناظرين ويشفي داء العشق والوجد لكل متيم ولهان .

جلس المليك ، فرقصت حلوة النسوان ، واطعمته بيديها لقيمات من السفرجل المعجون في لحم الحمام وطيب الزعفران ، فاكل وشرب مما قدمته من شراب يروق للعشاق والاحباب والخلان .

اخرجت حلوة النسوان من بين طيات ثوبها الهفهاف ، ملعقة من مسحوق الطحين الابيض القتال ، فاتخمت به اناء الرز المعطر للمليك الولهان ، وما ان تناول منه ملعقة حتى خر على وجهه كالثمل الشارب ارطال الدنان.

وهكذا رحل المليك وملكه وثروته وخانته حلوة النسوان .

فهل تخون مليكنا حلوة البرلمان وتقدم له كأس الطلا مليئا بشراب الخزي و النسيان ليشرب منه ويرحل مع من رحل ممن لن يرد ذكرهم في قادم الايام ولا في ماضي الزمان .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 12-09-2016     عدد القراء :  3342       عدد التعليقات : 0