الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الجزء الخامس ( 5 ) وألأخير من : جذور العنف والفوضى ( معلمين سلبيين في حياتي المدرسية )

في المدرسة المتوسطة تم نقل أستاذ الدين واللغة العربية إلى مدرسة أخرى، وتعيين أستاذ آخر من نفس منطقة سكننا. وكان من عادتي عدم الخروج من الصف في درس الدين الإسلامي، كوني كنتُ شغوفاً جداً بمادة التأريخ، ودرس الدين الإسلامي يُمثل بالنسبة لي تواصلاً لمادة تأريخ العرب والإسلام، ولهذا لم يكن المعلم القديم يُمانع في بقائي أثناء درس الدين.

وفي أول حصة دراسية لمادة الدين الإسلامي، أراد المعلم الجديد الأستاذ ( م ) أن يتعرف على طلبة صفنا الدراسي، فطلب منا أن ننهض -كلٌ بدوره- ونُعَرِفه بأسمائنا وألقابنا، ولما جاء دوري قلتُ بصوت واضح: ( طلعت بديع ميشو )، وهنا نزع الأستاذ ( م ) نظارته، وإرتسمت على وجهه المتجعد تقطيبة رهيبة، كمن لدغته أفعى!، وسألني بكل دهشة وإستغراب: هل أنت مسيحي؟، فأجبتهُ بالإيجاب وشرحتُ له أسباب بقائي داخل الصف الدراسي أثناء درس الدين، لكنه غضب وأبدى إمتعاضه من تصرفي وتعجب كيف كان الأستاذ "الطرِن" الذي سبقه يسمح لي بهكذا "إنتهاك" كما سماه بالضبط !!.

المهم .. بعد خروجي من الحصة الدراسية وأثناء تسكعي لوحدي في ساحة المدرسة، شاهدني وناداني مُدير المدرسة الطيب القلب الأستاذ الجميل الأخلاق ( ب ) له الذكرى العطرة الطيبة وكل الحب والإحترام والرحمة الأبدية التي يؤمن بها المتدينون. وبعد أن فهم مني أسباب خروجي من الصف إصطحبني معه لمواجهة الأستاذ ( م )!، وبعد نقاش قصير بينهما وإطلاعه على أسباب وإصرار الأستاذ على أن أكون خارج الصف في درس الدين الإسلامي، قال السيد المدير للأستاذ وبكل جدية: (( من رأيي أن تسمح للطالب طلعت ميشو أن يبقى في داخل الصف في الحصة الدراسية للدين، وذلك لشغفهِ وحبه لدرس الدين الإسلامي، ومن يدري .. فربما إعتنق الإسلام في القريب العاجل أو في المستقبل، وبهذا تكون أنتَ قد ربحتَ الجنة، وستبقى مُخلداً فيها يا أستاذ ( م )!!!! )).

كذلك من ذكرياتي المؤلمة والمُضحكة في آن واحد عن الأستاذ ( م ) هذا، مُدرس اللغة العربية والدين في المدرسة المتوسطة، ذلك الرجل القبيح الوجه والأخلاق واللسان، والذي كان لئيماً عابس الوجه قليل الأدب عديم التربية لدرجة غير طبيعية، وعادةً ما يكون المعلم السيء قليل الأخلاق والتربية، فالأخلاق برأيي هي أساس كل الصفات الأخرى الجيدة.

كان الأستاذ ( م ) هذا يكرهني "كراهية هندٍ للحمزة"، ويحاول قمعي وتحقيري والحط من شأني وإستصغاري في كل مناسبة أو فرصة متاحة، لمجرد إنني من دين مُختلف !، مجرد ( نصراني جايف )! كما قال عني ذات يوم وبكل صفاقة وعدم خجل بحضرة كل الطلاب في الصف الدراسي، مع إنني كنتُ تلميذاً نموذجياً وإنضباطياً في كل شيء تقريباً، في أخلاقي ونظافتي وهندامي ودوامي المنتظم وحسن منطقي وسلوكي ونظافة لساني، وكل ذلك قَلَلَ فرص ذلك الأستاذ في إنتقادي وتوبيخي وتعنيفي وجرح مشاعري كما كان يشتهي ويُريد، وخَفَتْ محاولاته اللئيمة كثيراً بعد أن تكررت زيارات والدي لمدير المدرسة شاكياً ذلك المعلم الحاقد ومُهدِداً بإيصال شكواه إلى وزير المعارف يومذاك.

ولحد اليوم لم أفهم أو أستوعب كيف يُمكن لمعلم في المدرسة المتوسطة أن ينحدر لمستوى أن يُعادي أحد الطلبة الأبرياء وبكل هذه العلانية المكشوفة قدامَ الطلبة الآخرين الذين كان أغلبهم يتعاطف معي ضد ذلك الأستاذ؟.

رغم كل ذلك فقد إنفجر حقده المكبوت ضدي ذات يوم، ولمجرد أنه ضبطني مُبتسماً داخل الصف!!، فصرخ بوجهي والرذاذ يتطاير من بين شدقيه كأفعى الكوبرى وهي تنفث سمها: لماذا تبتسم يا سفيه !؟.

بعد تلك الحادثة أصبح سؤاله الغبي المُضحك مُزحة ولازِمة ( تعلوكة ) رددها كل طلبة مدرستنا تعاطفاً معي وسخريةً من حقد وغباء ذلك المعلم الذي كان يستحق الشفقة وليس الكراهية، وراح الطلاب يصرخون في وجوه بعضهم البعض سخريةً وهم يتضاحكون عالياً كلما إبتسم أحدهم: لماذا تبتسم يا سفيه !؟.

* في المدرسة المتوسطة للبنين كان لنا معلم في درس الحساب والهندسة إسمه الأستاذ ( ح )، طويلاً ضخم الجثة شعره أبيض مجعد ( مفلفل ) ولون وجهه وبشرته قريبان جداً من اللون الأسود، وكانت له عينان يميل لونهما إلى اللون الأصفر وكأنهما عيون القطط البرية، ورغم أنه كان معلماً جيداً جداً في مادة الحساب والهندسة، لكنه كان عنصرياً لحد التخمة !، ولا يخاف أو حتى يستحي من إظهار عنصريته حين كان يُصَرِحُ ويُجاهر بكل علانية من أنه يكره ( الشيوعيين والمعدان والشراكوة والكُفار )!!، مع وجود كل تلك الأصناف في الصف الدراسي وفي تلك المدرسة!!، طبعاً كل التلاميذ كانوا يعرفون أنه يقصد المسيحيين من مُفردة "الكفار"!، لا بل يقصدني بالذات كوني كنتُ الطالب المسيحي الوحيد في الصف الدراسي .

شخصياً كنتُ أعرف كم كان يُبطِنُ لي من الكراهية، وأشعر بثقل نظرات عينيهِ وهو يُحدق بيَ، وربما كان يُبسمِل ُ في داخله!!، لكنه كان يُعلل أسباب مجافاته لي لكوني لم أكن من الطلاب المُجتهدين في درس الحساب والهندسة!، وكان يحاول جاهداً أن يُصدق مزاعمه تلك!. وكم كان ينطبق عليه قول الإمام علي: "ما أضمرَ إمرؤٌ أمراً إلا أظهرهُ الله في فلتةٍ من فلتات لِسانهِ أو على صفحات وجهه" !.

ذات يوم راحَ يسأل كل طُلاب الصف إن كان أحدُ أقاربهم يعمل في مديرية إسالة الماء!، فرفعتُ كفي وقلتُ له بأن عمي (صبري ميشو) هو مُديرإسالة الماء التي تقع بنايتها في منطقة الباب المُعظم. والظاهر أن الأستاذ ( ح ) كان يعرف ذلك مُسبقاً، لأنه مُباشرةً أخرج من جيب سترته مظروفاً أصفراً وأمرني بأن أترك المدرسة حالاً ولِما تبقى من الحصص الدراسية، وأذهب فوراً إلى حيث يعمل عمي وأعطيه تلك ( المعاملة ) كما كُنا نسميها، وأسأله أن يقوم بعمل اللازم، حيث يتعلق الأمر بمشكلة معقدة جداً، وقال لي مُبتسماً ومُلاطِفاً ولأول مرة: لا تُريني وجهك من دون أن يقوم عمك صبري بحل المشكلة!.

الحق ترددتُ وإستحيتُ أن أطلب من الأستاذ ( ح ) أُجرة ركوب باصين متعاقبين للذهاب وباصين آخَرَين للعودة، حيث بصفتي طالب متوسطة فقد كان جيبي خالياً إلا -ربما- من عشرة فلوس أو درهم واحد في أحسن الأحوال!، لِذا ذهبتُ مباشرةً إلى البيت حيث قامت والدتي بتزويدي بأجور الباصات. وكانت المرة الأولى التي أذهب بها إلى منطقة الباب المُعظم حيث يعمل عمي صبري الذي تفاجأ حين رآني وقام على الفور -خلال عدة ساعات- بحل مشكلة ( معاملة ) الأستاذ ( ح )، وأعطاني مبلغ ربع دينار كعادته كلما كان يراني بين حين وآخر، وضحك قائلاً: خَبِرني لو لم يُعاملك هذا الأستاذ من الآن فصاعداً بالتي هي أحسن.

بعد عودتي كان قد تأخر لي الوقت، وأغلقت المدرسة أبوابها لذلك اليوم، فما كان مني إلا أن ركبتُ الدراجة الهوائية ( البايسكل ) العائدة لأخي نبيل وذهبتُ إلى بيت الأستاذ ( ح ) مباشرةً والذي كان يقع على مبعدة ربما ميلين من بيتنا.

سلمتُ ( المعاملة ) إلى ألأستاذ ( ح ) الذي كاد يطير فرحاً، وراح يُربتُ على كتفي ورأسي غير مُصدق أنه تم إنجاز ( المعاملة اللعينة ) بتلك البساطة والسرعة!. وقامت زوجته الفاضلة الطيبة البشوشة بتقديم قدح شربت رمان لي وهي تبتسم وتقول: "والله أنتو المسيحيين على العين والراس، بس لو تعرفون شكد إنحبكم، إنتو زهور ورياحين العراق" !!!!!!!!!.

بعد تلك الحادثة سمع الأستاذ ( ح ) أن والدي هو صاحب أحسن حديقة في منطقة سكننا، وأن حديقته عامرة بورد الجوري ( الروز ) بكل انواعه الجيدة وألوانه النادِرة التي لا تتوفر إلا عند بعض الناس، لِذا قام بزيارتنا في البيت وعانق والدي مراراً وشكرهُ لأنه أهداه عدة شتلات و ( أقلام ) لورد ( الروز ) الجوري !.

بعد تلك الأمور المُفرحة بالنسبة لي راح الأستاذ ( ح ) يُكرر على أسماع الطلبة لازِمَتِهِ المعروفة عن الأشياء التي يكرهها في الحياة، وكانت هذه المرة: ( الشيوعيين والمعدان والشراكوة ) فقط !!، ولا أعرف كيف سَمَحَ لنفسه إسقاط كلمة ( الكُفار ) من كليشته العنصرية تلك!؟.

ومنذُ ذلك اليوم عرفتُ أن الماديات والمصالح الشخصية بإمكانها التأثير على اعتى الإيدلوجيات وأشرسها، وأن الضرورات تُبيحُ المحظورات، وأن ورد الجوري ( الروز ) لهُ مفعول السحر في إزالة الكراهية والأفكار المسمومة ويُساعد في رسم الإبتسامة على وجوه الحاقدين، ربما بسبب رائحته الطيبة التي سحرت كل أبناء الكرة الأرضية !.

أكتفي بهذا القدر من ذكرياتي عن المعلمين السلبيين حذراً من إرهاق القراء الذين غالبيتهم من قراء ومُحبي المواضيع ( الطيارية ) هههههههه!!. مع شكري الجزيل وإمتناني لكل من علق على الأجزاء الخمسة وكذلك لكل ال ( لايكات ) المُرسلة على الموضوع .

المجدُ للإنسان .

الجزء الرابع ( ٤ ) . جذور العنف والفوضى ( معلمين سلبيين في حياتي المدرسية ) .

* في المدرسة الإبتدائية، يوم كنتُ في الصف الثالث الإبتدائي حدث أن تشاجرتُ مع أحد الطلبة لأنه طلب مني قلم الحبر الباندان (باركر) الذي إشتراه لي والدي تشجيعاً منه على تقدمي الملحوظ في درس الحساب، ورفض ذلك الطالب أن يعيده لي، لا بل شتمني وتحداني في أن أستطيع إرجاعه منه !. وفي الحصة الدراسية حاول المعلم أن يضربني بالخيزرانة على راحة يدي عقاباً لي وكذلك كان سيفعل مع الطالب الآخر، لكني رفضتُ وقلتُ له بأنني لستُ المذنب بل الطالب الآخر السارق !، وحين حاول أن يقسرني على تلقي العقاب هربتُ من الصف الدراسي، وعادةً كان فراش المدرسة يُغلق أبواب المدرسة -الحديدية المُشبكة- الخارجية طوال النهار، ولحين وقت إنصراف كل الطلاب والمعلمين إلى بيوتهم، مما إضطرني لإعتلاء سور المدرسة والذهاب إلى البيت من دون حقيبتي الجلدية التي فيها كُتبي ودفاتري وعُدتي المدرسية.

في صباح اليوم التالي حضر والدي معي، وفي غرفة الإدارة وبحضور المدير وكل المدرسين سأل والدي ذلك الأستاذ: هل بإمكانك أن تضرب إبني في حضرتي!!؟ فصمت الأستاذ ولم ينطق بكلمة واحدة، فقال له والدي بلهجة مُحذرة: كل ما لا تستطيع فعله مع طلابك قدامَ ذويهم، يجب أن تمتنع عن فعله في غياب ذويهم، وإلا فأنتَ غير مؤهل لوظيفتك !. طبعاً إسترجعتُ قلم الحبر (باركر) مع حقيبتي وكل حاجياتي، وشعرتُ يومها بجمال وحلاوة أن ينصفنا الآخرون، ويُعاملونا بكل عدالة ونزاهة، كان طعم كل ذلك أطيب وأشهى من طعم البقلاوة والزلابية !!.

* أيضاً في المدرسة الإبتدائية كُنا كل يوم خميس حين نقومُ بفعالية ( رفع العلم ) العراقي أثناء الإصطفاف الصباحي المُهيب، نقرأ عدة أناشيد وطنية حماسية كانت تُلهب فينا المشاعر الوطنية الجياشة. وكان منها نشيد: مليكُنا مليكُنا نفديكَ بالأرواحِ … عِش سالماً عِش غانِماً بوجهِكَ الوَضاحِ كذلك نشيد: ْ للمَسيرْ للمَسيرْ أيها الجيشُ الصغير. وأيضاً نشيد: لاحَتْ .. رؤوسُ الحِرابِ .. تلمع بين الروابي هاكم وفود الشبابِ .. هيا فتوة للجِهادِ وكذلك نشيد: نحنُ الشَبابْ لنا الغدُ ….. وَمجدُهُ المُخَلَدُ شِعارنا على الزمنْ، عاشَ الوطنْ … عاشَ الوطنْ…… نحنُ الشَبابْ.

لا أحد مِنا ينكر كم كان لتلك الأناشيد من وقع مؤثر في نفوسنا وإذكاء روح الوطنية والحماس فينا، واليوم حين نتذكر تلك الأناشيد الحبيبة الجميلة تزدحمُ مآقينا بالدموع الحارة، خاصةً بعد كل الدمار الذي حصل لوطننا العراقي المغلوب على أمره !، أو حتى لأوطاننا الشرقية الأخرى في الشام وشمال أفريقيا، لِذا نَحِنُ لتلك الأيام والسنين من طفولَتِنا وصِبانا ومراهقتنا، وما يتخللها من أناشيد ذات أثر في تمتين علاقة الطفل الصغير مع موطنه العراقي أو المشرقي. ورغم كل الحنين والمشاعر المُلتهبة، فملاحظاتي بعيداً عن العاطفة تقول أن ( غالبية ) تلك الأناشيد علمتنا ومنهَجَتنا على التفكير والتصرف بعقلية ومفاهيم العنف والتي تَحمِلُ طابع الفضاضة والحرب والسلاح والقسوة والعسكرة من خِلال كثير من معاني تلك الأناشيد ونوعية الكلمات أو المُفردات المُستَخدَمة فيها!، كذلك الحث في بعض تلك الأناشيد على تأليه الحاكم ( الملك أو الزعيم أو القائد أو الجيش .. الخ )!، مع التقليل، أو نسيان، أو غض النظر من شأن المحكوم أو المواطن أو الشعب بصورة عامة!. مثلاً … هل كان صحيحاً أن يزرعوا على لِساننا ويختموا عقولنا الطفلة بمعاني ومفاهيم نشيد: ( مليكنا مليكنا نفديكَ بالأرواحِ ) !؟، وحين أُفكر بهذا الموضوع اليوم أتسائل: لماذا يتوجب عليَ أو على أي فرد في أي مجتمع إنساني أن نفدي ملوكنا وزعمائنا بأرواحنا!؟. أوليسَ الملك أو أي زعيم أو قائد بشراً مثلنا!؟ فلماذا أُفديه بروحي وحياتي!؟. برأيي أن ذلك كان منتهى الإستغلال والتمييع لفكر وشخصية الطفل!!، كان على مستوى ربما لم يدركه بعض الناس لحد الآن من السُخف واللا عدالة ومحاولة قولبة عقل الطفل على أمور لفائدة الدولة والحاكم والقوة االمهيمنة وليس لفائدة المحكوم !. وأعتقد أن بعض تلك الممارسات قادتنا بعد سنوات من تعاطي الغباء على الصراخ بكل ما في حنجرتنا ونفوسنا من هستيرية غبية: "بالروح بالدم نفديك يا صدام" !!… الخ من الأمور والتوجيهات المغلوطة للطفل أو الفرد والتي بَنَت شخصيات مستقبلية هزيلة ضحلة وهامشية غير صحيحة أو صحية أبداً، والتي بدورها أنتجت مُجتمعات العنف والفوضى والقمع والإرهاب من كل نوع !. هنا في المهجر وعلى مدى أكثر من ٤٠ سنة لم أسمع أحد أطفالنا الطلاب يوماً يُردد أناشيد من هذا النوع، بل هم يُرددون أغاني الحب والحياة والأمور الإجتماعية الأخرى الجادة أو العابثة !. المجتمع الغربي يؤمن بأن سنوات الطفولة يجب أن تكون بريئة ومسالمة وملونة وجميلة ولا علاقة لها بما يدور في عالم الكبار من أمور هي للكبار فقط، ولهذا فمواضيع الحرب والوطن والسلاح والعنف ليس لها محل في عالم الأطفال والصغار واليافعين هنا !، ولا نجدها إلا في أناشيد وأغاني مُكرسة للمدارس والكليات العسكرية والجيش وأنواعه وأنماطه، أو في النشيد الوطني للدولة، وليس في الأناشيد المدرسية للأطفال الصغار!. في الغرب يُتاح للطفل أن يعيش طفولته البريئة بكل إنسيابية وطبيعية وأن يتمتع بتلك السنين التي لا يتم تعكيرها وخدشها وقسرها على أمور لا تخص الطفولة من قريب أو بعيد، بينما نرى في مجتمعاتنا الشرقية كيف يتم إعداد الطفل عسكرياً وتدريبه على السلاح والحقد والقتل والأخذ بالثأر والإرهاب والتفخيخ وهو في عمر بين الخامسة والعاشرة …. وهو الكفر والحرام والإجرام الحقيقي برأيي !!، ثم يطلع علينا من بين ظهرانينا من يتسائل وبراءة الأطفال في عينيهِ: من أين جاء كل هذا العنف والإرهاب والفوضى!!؟.

التقيكم في العدد الخامس والأخيرغداً .

  كتب بتأريخ :  الخميس 15-09-2016     عدد القراء :  3417       عدد التعليقات : 0