الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ما بعد تحرير الموصل وما بعد داعش.. لماذا؟؟!!

دعونا نكرر الاسف والحسرة الف مرة ومرة، حول جسامة نصيب العراق وشعبه من الظلم والوقيعة والدسائس وحروب تستهدف بالدرجة الاساس حرق ثرواته وبنينه، وهما زينة هذه البلاد العزيزة النفس. ذلك ما يدعو الى البحث عن مصادر واسباب هذه الكوارث المتواصلة المتصلة مع منابع الشر الاخرى، بيد ان الباحث سوف لم ولن يجد سوى انها صناعات محلية تستورد خاماتها من الخارج " اجندات " سوداء بالمطلق.

يتساءل العراقيون: لماذا الخوف من تحرير الموصل.؟. وذلك بفعل صدى ما يعج به " سوق السياسة " وبما يعتمل في "الشوارع الخلفية" التي ما لبثت تنتج وتنسج شبكات الشر والدسائس، والمخططات التي تبعث على الرعب والخشية من تحرير الموصل وما بعد داعش !!، وتبشر بتمزيق وحدة الوطن شعباً وارضاً. ان جوهر هذا التساؤل المشروع. الحرص على مستقبل البلد، ان ما يجري لا يمكمن لاي وطني ومخلص ان يفسر مثل هذه الطروحات الا بكونها تمهيداً لفصل جديد لاستكمال مهمة عدوان داعش بعد فشل احتلاله. ومن الجدير ذكره بان اسلحة داعش الارهابي لم تقتصر على الاسلحة النارية ، انما هنالك انواع اخرى استنزافية الفعل كتخريب البنى التحتية، وتهجير السكان وما يترتب حوله من انهاك للدولة مالياً، والاخلال بصفاء المجتمع، وتعطيل التنمية. هذا وناهيك عن زهق الارواح لشريحة الشباب على وجه التحديد.

ومن ما اشرنا اليه يمكن لفت الانتباه الى الدعوات الصاخبة غير البريئة، التي تشدد وتهول مخاطر الهجرة المتوقعة ابان عملية تحرير الموصل، كما تزيد على ذلك بلاءً، تلك الاصوات التي تسعى للتخويف بذريعة حصول تغيير ديمغرافي في المناطق التي ستتحرر. ومن مباعث السخرية، يبدو هؤلاء وكأن لسان حالهم يقول: دعوا داعش محتلاً للارض، لكي تبقى الموصل موحدة تحت ولايته!!. ولم يتوقف هذا الاستنفار الذي اقل ما يمكن وصفه بالعدائي، من قبل قوى داخلية مستفيدة من تأزم الاوضاع في البلد، انما حتى بعض الدول كالولايات المتحدة الامريكية وغيرها، اذ لم تتوان عن ابداء رغبتها، بل وتسعى لفرملة عملية تحرير الموصل، ولايغيب عن بال اي وطني بان ذلك يتم لغايات وحسابات ملوثة، ليست لصالح العراق باي حال من الاحوال.

ولا بد من قول، ليس من المنطق ان تصدّق هذه الاراجيف التي يطلقها نفر متجرد من وطنيته، وقد اعمته مصالحه الفاسدة عن رؤية انتصارات جحافل التحرير لجيشنا الوطني الباسل، من قوات مسلحة عراقية ومتطوعين، الذين يملؤهم الايمان بجذر الانتماء لهذه الارض. لكن أؤلئك الفاسدين يمنون انفسهم المريضة باحلام بناء عروش واقاليم طائفية فاقدة للروح ومقطوعة من النسب. بغية تشيّد قلاع على الرمال. ان هذه المنطلقات الرخوة الجاحدة يعود اصلها وفصلها الى تلك المنابع الفكرية لاحزاب الكتل المتنفذة، سواء كانت دينية التي تفضل المذاهب على الناس وعلى الوطن، او قومية التي لا تبتعد عن هذه النهج الذي لا تربطه اية روابط بالعراق الحبيب.

نقول ونكرر الاسف مصحوباً بالتساءل: لماذا الخوف من تحرير الموصل وما بعد داعش؟؟!!. وكل ما قيل من مخاوف يفنده ما حصل من تطبيع الحياة والسلم الاهلي بعد طرد داعش من محافظات صلاح الدين وديالى والانبار بما فيها مدينة الفلوجة المستعصية منذ سقوط النظام السابق، الا بعض التصرفات الشاذة التي تتطلب ملاحقة من قام بها وتطبيق العدالة بحقه كمجرم حرب، فهل داعش الذي كان هناك يختلف عما هو في الموصل.؟. فلا من مجيب على هذا غير النتائج التي ستتمتمخض عن عملية التحرير بقواها المحركة والقائدة الباسلة جيشاً وشعباً، اللذان لاغبار على حرصهما اللامحدود على مصالح الشعب والوطن.

  كتب بتأريخ :  الأحد 18-09-2016     عدد القراء :  3720       عدد التعليقات : 0