الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
انتهت جلجوليات مقتدى الصدر

منذ قيام العهد الجديد , تمثل المسار السياسي ,  في الانحراف عن الطريق المستقيم , واعترت العملية السياسية ونظامها في المحاصصة الطائفية , الانحراف عن جادة الصواب , واصابتها البلبلة والفوضى والغموض , وسلكت طريق يعمق جراح الشعب والوطن , ولا تملك هذه الاحزاب  رؤية سياسية واضحة ومستقيمة بالحرص والمسؤولية  , ولا تملك  برنامج سياسي يدعو الى الاصلاح والبناء , ضمن هذا المناخ السياسي السائد  بالغموض  بالفوضى الخلاقة . برز مقتدى الصدر , كقائد سياسي مقدس , ليملي الفراغ السياسي , لكنه دخل في كوة الفوضى والعمعمة الشائكة  , وتسيد على المسرح السياسي , في التهريج والفهلوة , واللعب على عقول  البسطاء والساذجين بوعوده المعسول بالعسل والقيمر العراقي , وقام بادوار تتمثل   بالعنتريات والطرزانيات الفارغة , التي لا تخدم الشعب والوطن , بل انها تعيد استنساخ تأليه العظمة والتمجيد  الفارغ  , بأنه رمز سياسي مقدس . من خلال فهلوة الشعارات البراقة والطنانة , لكنها خاوية وخالية من  المحتوى والمضمون , ولا يعرف احداً  رأسها من ذيلها , انه كان يلعب على التناقضات بدور ممثل كوميدي هزيل  , لايحسن الصنعة ولا الاداء ولا الفعل , سوى صراخ التهريجي يتسم بالفوضى والغموض , ولكنه يطرح نفسه , للفقراء والمحرمين والمظلومين , بأنه القائد المنقذ , الذي يوصلهم الى الجنة الموعودة , ولكن دون افعال تطبيقية , تؤدي الى الاصلاح والبناء والتقويم . بدليل تدهورت الحالة المعيشية والخدمية التي تولى ادارة شؤونها التيار الصدري   , في المناطق الشعبية , مثل مدينتي الثورة والشعلة وبقية المناطق الشعبية الشيعية , التي شهدت التدهور الاسوأ في الحالة الامنية والخدمية والمعاشية , فقد ظل الاهمال والحرمان يسيطر عليها , لكن الزعيم المقدس ( مقتدى الصدر ) واصل اللعب على الحبل التهريجي  , في اطلاق شعارات رنانة وطنانة وبراقة ( ماكو فرق كلهم شلع او شلع قلع ) وخرج من التحالف الشيعي او الوطني , بحجة انه يمثل عش الفساد والفاسدين , ويقف حجرة عثرة في طريق الاصلاح والبناء , وحارس امين لنظام المحاصصة الطائفية , وعينه مفتوحة وشرهة  على الغنائم والفرهود , والمناصب والحصص الحزبية , وابتلاع الدولة , سياسياً ومالياً وادارياً , ودامت المقاطعة 7 شهور , واشترط للرجوع الى عش الفساد والفاسدين ( التحالف الوطني ) تنفيذ 14 مطلباً , لا تقبل التأجيل منها :

1 - ان تكون لتحالف الوطني مرجعية واحدة فقط , هي المرجعية النجفية . بينما اغلب الاطراف السياسية في التحالف الوطني يدينون بالولاء المطلق لولاية الفقيه , بل انهم بيادق تنفيذ اومر ولاية الفقيه

2 - طرد الفاسدين ومحاسبتهم وتقديمهم الى القضاء العراقي لمحاكمتهم . ولم يقدم فاسد صغير واحد ,  وليس فاسد كبير

3 - ان ينهي التحالف الوطني تجمعه الطائفي  , وان ينفتح على الاطراف السياسية الاخرى , من اجل ان يكون تجمع وطني , عابر للطوائف . وهذا بالضد من نهج وسلوك التحالف الوطني , الذي يعتبر  الحامي والمدافع  الامين عن نظام المحاصصة الطائفية , ويتصدى لكل من يتطاول على نظام المحاصصة الفرهودية

4 - تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة غير حزبية , وان تكون الهيئات المستقلة , لاصحاب الكفاءة والخبرة والمهنة الحقيقيين , وليس لاصحاب الشهادات المزورة , الذين يمتلكون معيار واحد الحزبية فقط  . وكل حزب في التحالف الوطني , يصارع ويناطح كالثور المجنون , على المناصب والنفوذ , ومستعدين ان يغرقوا العراق بانهار من الدماء , في سبيل مصالح الحزبية في الغنائم والفرهود

5 - تعديل القانون الانتخابي , نحو المنافسة العادلة والشريفة  , ولا يعتمد على مبدأ اللصوصية والسرقة الاصوات الانتخابية لصالحه , وهذه مطلب تعجيزي , لان احزاب التحالف الوطني , تريد ان ترجع الى النظام الانتخابي القديم , الذي لا يسمح لغيرهم في التنافس الانتخابي , ويعتمد على سرقة الاصوات الانتخابية , يعني المواطن يصوت لصالح حزب معين , ولكن صوته يذهب الى حزب اخر , رغم عدم قناعته وارادته

6 - تشكيل مفوضية العليا للانتخابات جديدة , تكون مستقلة وغير حزبية . حتى تضمن نزاهة العملية الديموقراطية بحياد تام ومسؤول , اي انها لاتسمح بالتجاوزات والخروقات , ولا بالتلاعب بنتائج الانتخابات , وتقف بالضد من شراء الاصوات الانتخابية , او استغلال نفوذ الدولة , ولا تسمح باستغلال اموال الدولة للانفاق على حملاتهم الدعائية . يعني سلخ الريش من جلد الاحزاب المتنفذة , التي اعتاشت وكبرت على الانفاق الحكومي لحملاتهم الترويجية الانتخابية  , واستغلال نفوذ الدولة , بالترهيب والترغيب , وفي شراء الاصوات الانتخابية , والتلاعب في النتائج الانتخابية كما حصل في هذه الدورة الانتخابية الحالية  , التي سادتها التزييف والتلاعب .

ان المطالب 14 مطلباً , تشكل مشروع وطني طموح للاصلاح والبناء , ولكن مقتدى الصدر , الذي يعرف بالتناقض الدائم ,  ليس اليومي وانما بين ساعة واخرى ( كلام الليل يمحيه النهار ) , هكذا لعب بكل بساطة لعب  ( جقلمبة ) ورجع الى عرين الفساد والفاسدين , بحيث لم يتحقق مطلب واحد بين 14 مطلباً , وبصريح العبارة انهى المقاطعة بعد 7 أشهر , ورجع بخفي حنين . وهذا ما يثير الحيرة , ماذا يقول لجماهيره الغفيرة , التي تنام وتنهض على صوت المنبه , الجرس ( طيط . طوط , طيط , طوط الوطواط ) وبلمح البصر تمتلئ الشوارع والساحات بالجماهير الغفيرة , وبلمح البصر تختفي من الشوارع والساحات . ماذا يقول الزعيم المقدس , الذي ضرب رقم قياسي في ( الجقلمبات )

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 05-10-2016     عدد القراء :  3363       عدد التعليقات : 0