الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
وللمادحين ثوابان، وأياكم والنقد، فإن النقد يأكل الحسنات

هلوسة في كل خميس 6-10-2016

سؤال يدور في بالي و (بالي مو يمي)، لماذا يسلك البعض في كتاباتهم أسلوب يجعلهم معرضين لتذمر البعض وأنزعاجهم!؟ ولماذا لايواكبوا المسيرة ويغيروا إسلوب النقد البناء إلى إسلوب آخر لطيف وناعم وخفيف؟

المديح يا إخوتي والتأييد وطأطاة الرأس بقول نعم عسل على القلب، يُرضي الممتدح من (صفحة)، ويساير وسائل الأعلام من (الصفح).

للمديح ثمار جميلة وفي بعض الأحيان مفيدة، فمثلاً عندما تذكر خصال حميدة لمن ليس له منها، فقد تؤدي إلى تغيير إنسانيته ويبدأ بأعمال جيدة، كي يكون ما يقال عنه...موووو؟ وإذا (صارت  صدك) فيمكنكم ان تصفوا المسؤول بالقدرة الخارقة  وبأمكانه القفز من اعلى نقطة في شلالات نياغارا ويخرج سالماً.

عند مدح المسؤولين والتقرب منهم يضفي له سعادة  ورعشة ذيل للمادح، ولا اقصد بالذيل إساءة لا سامح الله، بل تشبيه بفرحة الكلب الجميل عند ملاقات صاحبه، وكل صاحب فخامة يعجبه الإطراء حتى وإن كان متأكداً بأنه لايستحق.

مثل بولوني يقول:  للمديح والملفوف (اللهانة) طعم لذيذ، لكنهما ينفخان.

ويبدو من المثل بأن أكلة اللهانة مميزة لدى البولونيين ونحن نكثر استعمالها بأرخص (طرشي)، وبتحويلة صغيرة نقول المديح والفاصوليا وجهان لعملة واحدة.

مفاد المثل، مثلما السيارة بحاجة إلى وقود، وسابقاً كان يدخل (الهمر) بالـ... اعتقد المحرك، أيضاً المسؤول يحتاج إلى (همر) ليحركه، وهو المديح الذي مثل الملفوف والفاصوليا ينفخاه، وللأسف، فالمقالات الناقدة تعتبر (ماء غريب) لهم، وأيضاً نحن من يتحمل تبعاتها.

ثم لماذا ننتقد؟ أفليس المدح أفضل من الذم ؟ الكثير يتكلم عن أخطاء يرتكبها المسؤولون، لماذا؟ وماذا يعني شخص مسؤول يلعب  بذيله؟ ذيله ومن حقه.

والمادح راسه بارد، لايبحث عن المشاكل ولا يحب القال والقيل، وهو محمي (ظهره مسنود) ومحبوب من قبل اصحاب الكياسة.

المسؤولون أكثر بشر يحبون (الجراوا – البوبيات)، وليس الجراوا فقط، بل كل أصناف الحيوانات الوديعة والمركوبة والمضحكة. فعندما نصف مطرب صوته جميل نقول عنه عندليب، كروان، بلبل، والجميلة الممشوقة القد يقال عنها غزال، والبطل يقال عنه أسد وذئب، والمحتال ثعلب، والوديع خروف، وجميعها تشبيه بأصناف حيوانات. فلا ضير هنا بأن يتطوع احدهم ومن اجل المصلحة العامة أن يتشبه بصنف من الأصناف التي يحبها القياديين، كالكلب الوفي لاحس الأرجل، والكبش المنقاد، والحمار الصامت، ودجاجة (تبقبق) وتبيض والمسؤول (يعوعي).

على الكاتب في مقالاته أن يمتدح لا أن ينتقد فإن أمتدح، فهو سيرضي شريحة كبيرة من البشر، وإن إنتقد ستغضب عليه الآلهة، وأكثر من يغضب لنقده  ليس الشخصية الفذة التي ينتقدها، بل الأليفي والودعاء والمركوبين الذين حوله، وهم السادة الحبربش.

والمثل يقول "من ليس له كبير فليشتري كبير" وهذا يعني بضرورة الدخول تحت أبط أحدهم أليس كذلك؟

إذا غضب عليك المسؤول فلن يستطيع مواجهتك إن كنت على حق .... لكن، والعبرة بلكن: الودعاء والمركوبون والأصناف الأخرى الذين حوله سينقلبوا عقارب تريد لدغك من ...، وللعقربة دواء هل تعرفوه ؟

ومن باب حسن التعامل، والعلاقات الأجتماعية الطيبة، ولإضافة الفرحة بالمجتمع، وكل من يعطي الفرحة له ثواب، فللمادح ثوابان، الأول فرحة المسؤول، ومن ثم فرحة الحبربش، إلا ان الثوابان ليسا من رب العالمين، بل من زيـ ... اقصد الإله زيوس.

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الجمعة 07-10-2016     عدد القراء :  2877       عدد التعليقات : 0