الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
رجال فوق العادة، اوهام واعتقادات

هلوسة في كل خميس 13-10-2016

كم اقرف تلك المبالغة عندما يتكلم المرء منّا ويراهن برجولته على كلمة او وعداً وكأن النساء لا يملكن شيئاً من هذا القبيل!

في حديث ممتع مع إحدى العزيزات قلت على مراحل وبتعديل وتوسيع ممل:

شخصياً لا أحب أن استعمل كلمة رجل كثيراً، وكان الحديث عن صفات نتصور بأنها ملك الرجال فقط، إما في المزاح، فغالباً ما أحاول أن أصبغ جنسنا الخشن بالعظمة كي ارى الشرارة تتطاير من اعين النساء وهنّ يسمعن وأنا اتكلم عن ضعفهن بالمقارنة مع قوتنا، وعن الفرق بين رجاحة عقولنا وعواطفهن، ومقدرتنا على اتخاذ القرار مقابل سطحيتهن.

بالحقيقة أنا أكثر من المزاح بهذا اللون، وأقصد ردة فعل شرسة ضد الرجال، لكن من يعرفني يعي تماماً بأنني لا اقصد ما اقول.

إنما حقيقة الأمر هو أن المعيب على المرأة حقاً، ان تردد ما نقوله من أن الرجال مواقف، وكلمة، وجرأة، وصدق، وشجاعة ووو

وكأن النساء عكس ذلك بالضبط!!

شخصياً إرى بأن للرجل والمرأة نفس التفاعل في الأخلاقيات ...سواء بالوعد او الشهامة والمصداقية، وإلا سنكون جميعاً نستخف ونستهين بأمهاتنا قبل كل النساء.

ارى في كلمة رجل تعالي وتكبّر مقارنةً بالأوصاف التي تحملها تلك المفردة، وإلا ماذا نعني عندما نقول بأن الرجال مواقف، ونغمياً لا يمكننا القول بأن النساء مواقف، بل عندما يكون الحديث وارادوا ان يمدحوا المرأة يقولوا: وللنساء أيضاً مواقف!!

وللنساء ... الرجل!!

لو أراد شخص مراهنتي ويطالبني بكلمة رجل كي أفي بالرهان عند الخسارة، فهل سيصدقني لو قلت له: سأفي بوعدة في حالة الأخفاق وكلامي كلام نساء؟

بالتأكيد سيضحك عليّ الجميع بما فيهم النسوة إن تواجدن! والسؤال:

إن ضحك الرجل على ذلك فلأنه موهوم بمعتقد الرجولة الباطل، لكن ماذا عن النساء، لماذا سيتصغرن الرجل إن قال وعدي وعد نساء؟

قبل ان يعلن زواج العروسين يُسئلان واقتبس من نص الطقس الكلداني:

العريس: لقد تقدمت ايها الابن المبارك  (فلان ) وحضرت لتقترن (بفلانة)، بموجب السنة المسيحية والقوانين الكنسية، فهل تريد ان تأخذها قرينة لك، بزواج شرعي ثابت، غير قابل الانفكاك،بدون جبر ولااكراه، وبرضاك التام ؟

يجيب العريس: نعم .

العروس : لقد تقدمت ايتها الابنةالمباركة (فلانة)،و حضرت لتقترني (بفلان) بموجب السنة المسيحية والقوانين الكنسية، فهل تريدين ان تأخذيه قرينا لك، بزواج شرعي ثابت، غير قابل الانفكاك بدون جبر ولا اكراه، وبرضاك التام؟

تجيب العروس: نعم

هذا الوعد مطلوب من الرجل والمرأة، بنفس المستوى وبذات المقدرة على الألتزام، ولو خضعنا لأوهامنا واعتبرا الوعد الصحيح سمة الرجال فقط، فلنعطي الحق للمرأة إذن لو أرادت الأخلال به... فهي مجرد إمرأة لا تملك ان تفي بوعد!!

والغريب بأننا كنا عند القسم نمسك شاربنا، وكم هي القصص العربية التي رافقت الشارب، علماً بأننا من مجتمعات ذو غالبية إسلامية، وفي الأسلام يوصي بحلق الشارب واطلاق اللحى، وهذا يعني بأن لا قيمة لشارب الرجل حتى وإن كانت معنوية، فمن اين اتت خرافة مسك الشارب عند الوعود والقسم؟

والسؤال الذي أطرحه؟

هل الأنسان الرجل لديه من الصفاة الأخلاقية الجميلة ما لا تملكه المرأة كتنفيذ الوعود، والمصداقية، والمواقف والكرامة، والعزة وما إلى ذلك من مفردات؟

إن كان الجواب نعم، فبئس ما أكتب

وإن كان الجواب كلا، فبئس من يتصور بأن كفة الرجل ارجح من كفة المرأة على مستوى التعامل الأخلاقي.

عندما نقول ذكر او رجل او فحل، فلا يفرق شيئاً سوى أننا نخص الأنسان بهذا المصطلح، ونقول عنه رجل بالأضافة إلى ذكر وفحل ونقصد أسلوبه الجنسي ومقدرته على البلاء الحسن حيث لا يراه أحد!

كلمة رجل ايضاً لا تعني أكثر من صفاة بيلوجية بحتة تختلف عن المرأة، أما لو اردنا ان نتكلم عن المثل العليا في التعامل، فالأفضل ان نستعمل كلمة انسان

الأنسان بأل التعريف هو التعبير الشامل للأنسانية، وهو المبتغى

انسان ...وهو مشروع للتكامل الأنساني

حتى التقاء الذكر بأنثى في السرير هو للتكامل الأنساني، في الوقت الذي يمكن ان يكون فيها الأتقاء غريزي حيواني وايضاص نقول رجل وانثى

بينا لو نقول: التقى الأنسان الرجل بالأنسان الأنثى في لقاء فلنصفه بالحميمي، بالتأكيد مفهومنا للجنس سيتغير كثيراً.

ولو اصبحت وعودنا ومصداقيتنا تبنى على مبدء إنساني، لأمكنني ان اعطي وعد واقول، كلمة امرأة وسيحترم من يسمع كلامي لأنني سأفي بوعدي

مسكينة المرأة، حتى عندما تفعل حسناً يقال عنها أخت رجال، ويفرحن بهذه الأهانة!!

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الخميس 13-10-2016     عدد القراء :  2664       عدد التعليقات : 0