الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عن حلاقة اللحى !

طيلة فترة وجودنا في بيتِ صديقي الصَدوق أَبُو سُكينة، كان موضوع تحرير الموصل هو الغالب في احاديثنا . كان جَلِيل لا يستطيع اخفاء قلقه وحماسه وهو يتابع الاخبار من على شاشات التلفزيون :

ـ معركة تحرير الموصل ستحمل معها الكثير من التحدي والآلام والدروس والعبر !

كان يعلق على كل خبر دون انتظار سماع تعقيب او مشاركة من الآخرين .

ــ لم تعد هزيمة تنظيم "الدولة الاسلامية " الارهابي قضية تخص العراق وحده ، انها اكثر تعقيدا .

كنت اتفهم هذا القلق والحماس، فالكثير من العراقيين الذين خبروا وعانوا من الحروب واحداث العنف يدركون ان لا معركة ، حتى لو كانت عادلة ، بدون خسائر، فكيف بمعركة تتشابك فيها الخيوط الاقليمية والدولية ؟!

قالت زوجتي : هل سمعتم تفاصيل جديدة عن الوثائق التي عثر عليها قرب منطقة الغابات في الموصل ويعتقد انها صادرة عن خليفة تنظيم داعش الارهابي؟ قيل انه يتحدث فيها عن اعتماده مشروعاً لسفراء ما يسمونه بدولة الخلافة من خلال اعادة العشرات من قادته وعناصره العرب والاجانب، خصوصا من حملة الجنسيات الاوربية والغربية ، ومن غير المعروفين للسلطات الامنية الدولية ، الى دولهم مرة اخرى ليكونوا "سفراء" بالنيابة والعمل على إنشاء الخلايا النائمة واخذ البيعة من مؤيدي التنظيم؟!

وكان لي ان اشارك فقلت : شخصيا، وقرأت ان احدى الوثائق تحوي معلومات عن وجود ما سموه بالنجاح في اختراق الانظمة الامنية في اوروبا وانشاء خلايا مؤيدة للتنظيم بقوة!

تنحنح ابو سكينة وقال : اتعرفون، انا مثلكم سمعت اكثر من تقرير عن هذه الوثائق ، وسُكينة قرأت لي من الانترنيت بعض المقالات والتحليلات. وهذه جعلتني اعتقد انه حتى هذا الخليفة الاغبر "أبو الروليكس" يعرف جيدا ان ساعته حانت، وان معركة تحرير الموصل ستنتهي بالنصر لصالح قواتنا العراقية الباسلة والتشكيلات المساندة لها. وانا بقدر ما اتابع مجريات الامور واخبار المعركة، فأني قلق مما يأتي بعد المعركة وتحرير الموصل. فهذه الوثائق تتحدث عن السفراء الى الدول الغربية والاوربية، فيا ترى ماذا عن سفراء دولة الارهاب الى المدن العراقية؟ ماذا عن الذين سيحلقون لحاهم ويطيلون اثوابهم ويغيرون قمصانهم ويندسون هنا وهناك في صفوف جماعات "ماعش"، من جماعات الفساد والمحاصصة والتزوير؟ فهموني يا جماعة الخير .. هؤلاء شلون راح نكشفهم ونتعامل وياهم؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 24-10-2016     عدد القراء :  3141       عدد التعليقات : 0