الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
المال والنفوذ والسلطة !

كلما تأخرنا في كشف خطايانا يزداد الطين بلة.. و»طين» حديثنا هو ثغر العراق الذي كان باسما في يوم ما، مدينة البصرة الحبيبة، أما «البلة» فهي المعارك التي تجري على أراضيها بين أبناء المدينة الواحدة وأبناء الوطن الواحد.

معارك يستخدم فيها مختلف أنواع الاسلحة التي بعضها محلي، من مخلفات النظام السابق، والبعض الآخر يأتي من الدول المجاورة حتى غدت المدينة سوقا مفتوحة لبيع وشراء السلاح. هذه المعارك تجري بين العشائر، حيث يوجد أكثر من عشرين نزاع عشائري مسلح ، وراح ضحيته العشرات من الرجال، وقد استطاعت قوى الجيش والشرطة اخماد نصف هذه النزاعات وبحضور رؤساء العشائر ..ولم تكن هذه النزاعات القاتلة بسبب جاموس مفقود او بقرة! بل بسبب الصراع على المال والنفوذ والسلطة، وما زالت حتى هذه اللحظة أكثر من عشرة نزاعات لم تفض وما زال فتيلها متقدا ويمكن أن تنفجر في أية لحظة مسببة المزيد من الضحايا والمزيد من الخراب للمدينة.. امتد الصراع من محاولة الاستحواذ على تجارة السلاح والمخدرات إلى محاولات السيطرة على عقود الشركات العاملة في المدينة من تعبيد شارع صغير في المدينة إلى المرافئ والموانئ.. وعن تجارة المخدرات صرح أحد وجهاء رجال الدين في المدينة للقنوات الفضائية بأن قرار منع بيع المشروبات الكحولية في البصرة أدى إلى انتعاش وانتشار تجارة المخدرات بشكل مخيف وأصبحت هذه التجارة أحد أسباب النزاع بين العشائر!.

ليس اعتباطا ان يخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في بغداد والمحافظات مطالبين بدولة مدنية لإدراكهم بأن صمام الامان هو في تأسيس حقيقي لدولة مدنية، هذه المفردة التي دخلت بيوت كل العراقيين، والتي تطالب بها الآن مختلف الشرائح بما فيها رجال دين محترمون. المحاصصة الاثنية والطائفية التي تأسست بموجبها الحكومات التي جاءت بعد سقوط الصنم أفرزت مثل هذه النتائج التي أدت إلى إزاحة الدولة وهياكلها جانبا لتحل محلها تشكيلات تعتمد في الأساس على مفاصل فاسدة داخل الدولة وخارجها وأحالت الوطن إلى ركام من الخراب والاحتراب وتجلت هذه التشكيلات المشوهة بما يحدث في مدينة الطيبة والمحبة، البصرة، التي ما زالت تستنشق هواءً فاسدا وتشرب ماء مالحا وكل هذا بفضل الفاسدين داخل المحافظة وخارجها!.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 26-10-2016     عدد القراء :  2745       عدد التعليقات : 0