الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
انا اتهم!

   لان المذلة تجاوزت حدودها، سوف لن أتحدث عن انهيار البنية التحتية، او عن شوارع مركز العاصمة المحفرة والمتمثلة في حي الكرادة وكأن مرض « الجدري « قد اصابها! او اتحدث عن انقطاعات الكهرباء المتواصلة أو تردي التعليم العام وعدم تسليم الكتب لنسبة كبيرة من التلاميذ، او ضعف الخدمات الصحية والمصحوبة بإهمال كبير في المستشفيات وما حدث في مستشفى اليرموك قبل اشهر من كارثة إنسانية تمثلت في حريق التهم فلذات أكبادنا!

سوف أترك كل هذه المواضيع وأتحدث عن دور السيطرات والحواجز في مقارعتها الارهاب وعثورها على عشرات السيارات المفخخة، ومئات الأحزمة الناسفة!!

وأحسن مثال على ذلك سيطرة جسر الجادرية باتجاه الكرادة حيث الانتظار صباحا يتجاوز أكثر من تسعين دقيقة.. اما الكارثة الجديدة فهي سيطرة مستشفى الراهبات باتجاه كرادة داخل حيث عليك ان تحسب الأمتار المعدودة بين ساحة كهرمانة والسيطرة في إنتظار يقترب من ستين دقيقة أو أكثر. هذا اذا كنت تستقل سيارة خصوصية او «كوستر» فالأمر سيان ، اما اذا كنت في سيارة نقل عمومي محملا ببضائع مختلفة من مواد غذائية او غيرها فتقع عليك عقوبة التحقيقات إلى ان تطلع روحك، او تجد لك طريقة خاصة لإقناع المسؤول سواء كان جنديا ام ضابطا!

بعد انفجار الكرادة الدامي تم قطع كل الشوارع الفرعية في الكرادة واختنق المدخل نتيجة الإجراءات الأمنية في هذه السيطرة التي لم تستطع أن توقف التفجير الأخير الذي وقع قرب مستشفى عبد المجيد،

يا سادة يا مسؤولين بفعلكم هذا انتم لم تحاربوا الإرهاب بل تحاربون المواطن بلقمة عيشه وبصحته وتدفعونه الى الجزع والكفر بإجراءاتكم التي لم تجد نفعا، بل بالعكس، أنكم تقدمون المواطن لقمة سائغة الى الإرهاب، فإذا انفجرت سيارة مفخخة، او قل، قنينة غاز في هذه السيطرة او تلك سوف لن ينفع الندم.

لم نعرف لهذه اللحظة اية سيطرة قد استطاعت الكشف عن سيارة او حزام، أهكذا نحارب الإرهاب؟ لا تذلوا الناس، الم تعدوهم برفع الحواجز والسيطرات، فلماذا تزيدونها مع تشديد لا يسمح لك حتى بتنفس هواء طبيعي!

ابحثوا عن الإرهابي الحقيقي ولكن خارج السيطرات والحواجز لأنه سوف لن يمر من هنا!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 14-12-2016     عدد القراء :  3078       عدد التعليقات : 0