الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
البعض من المؤسسات الدينية تفتقر للروح

أول ما تعلمناه في الخدمة العسكرية الإجبارية التعيسة في عراق البعث الصامد (صمد وما گالولي!) كان (خريج.. مريج.. بالبريج)، أي  ليس هناك فرق بين جندي وآخر، ولا يقصدون بذلك عدالة في حكم اللا عدالة، بل إهانة للجندي وأحتقار مهما كان علمه أو ذكاءه.

الجنود في الغالب، لا تفكير لهم في أمر غير ما يملى عليهم من تعليمات، وأسفل قول يذكر عادةً عندما يصدر أمر من رتبة أعلى هو (نفذ ثم ناقش)، ولنتخيّل كيف ستكون الأامر عندما تُقاد الجنود من قبل شخص متحجّر أ و محدود التفكير ولا ثقافة له ويفتقر إلى الأصول والمنظق والأسلوب، بالتأكيد ستكون أوامره مزاجية غبية لا هدف له سوى الإذلال والسيطرة على المراتب.

ومع ذلك ومهما أسهبنا في سلبيات الخدمة العسكرية، إلا أننا نقول ... هكذا هي العسكرية، ضع حريتك وكرامتك في البيت قبل أن تلبس لباس الجيش واقبل تجحيشك وانت صاغر.

في المؤسسات الدينية وحسب ما لا حظت، لا تختلف الأمور كثيراً عن الجيش، ولو أخذنا المتشابهات يتبين لنا بأن كلمة سيدي في العسكرية تتحول إلى مرادفاتها والتي تعطي نفس المضمون... أشخاص بأعلى الرتب وآخرين في الدرك الأسفل مع بعض الترفيعات لبعض الأنفار وحسب (بركات مولانا رجل الدين) ولا تأتي البركة لجهد ما أو إستحقاق، بل لأكثرهم  سخاءً، فلمثل هؤلاء الصدارة، ويليهم من لهم موهبة التملّق، وبركة أخرى للحاشية التي تحمل شنطة (مولانا المفدى) وتفتح الباب أمامه وتقبل يده... وبالتأكيد لا بركة لبقية الشعب المطيع، كما الجنود لا بركة لهم من المراتب العليا... فهم جنود لا أكثر ولا أقل، واجبهم ولزاماً عليهم هو الطاعة والطاعة فقط.

إنما يبقى حالة الجندي أفضل من قرينه المؤمن، على الأقل سيأتي يوم ويتحرر من كلمة (سيدي) والأفضلية الثانية تكمن بأن الجندي عندما يمارس الطاعة العمياء، فهو يعي بأنه يطيع جبراً لأن العقوبات ستلاحقه، بينما المؤمن الذي يطيع طاعة عمياء فهذا لكونه لا يعي بانه يطيع بل يعتبر ذلك واجب مقدّس، وهو أيضاً لا يدرك بأنه عندما يطيع رجل الدين طاعة عمياء فهو يطيع بشراً وليس إلهاً، ومن يشذٌ عن الواقع ويستعمل تفكيره بمسألة الطاعة، عند ذاك سوف يتحرر من عبودية المرؤوس، وإن طاع بعد الوعي، فسيفعل ذلك بطيبة خاطر بعد ما  يتأكد من أن ما يعمله لن يسيء إلى العقل والكرامة والحرية، ويستطيع أن يقول لا متى ما كان بداّ لها.

بالتأكيد هذا الشخص لن يكون محبوباً لأنه يعرف كيف يستعمل عقله ويمارس حريته في المؤسسات الدينية، لأن غالبية رجال الدين لا يريدون للمؤمنون التفكير في الأمور الدينية، بل يقفلون عقولهم بكل ما أتيح لهم من إمكانيات، لأنهم أشخاص يريدون السيطرة فقط ويبحثون عن مجدهم وغناهم الأرضي، ولا يتحقق ذلك كونهم مبدعين، بل لأنهم يتكئون على متخلفين لا يفقهون معنى الحرية!

بين العقل والإيمان هناك علاقة، وأستعمالهما معاً سيؤدي إلى زعزعة أسس المؤسسة الدينية كونها مؤسسة تلقينية دكتاتورية متعجرفة بواقعها، إنما حقيقتها قد تكون مختلفة، حيث من المفروض أن تكون مؤسسة تخاطب العقل والقلب وليس القلب فقط!

والعقل السليم ليس في الجسم السليم كما أخبرونا ...العقل السليم يتناسب طردياً مع القدر الذي يمارس به الإنسان  حريته، وأحترام المقدسات يبدأ بأولها... وهو أحترام أولى المقدسات وأهمها  ومفتاح أبوابها جميعاً، وهو حرية الأنسان، حيث لا أهمية لمقدّس مهما كان دون حرية الإنسان.

الجاهل والمتخلف لا يعرف أهمية حريته، لذا فهو لا يعرف عن الدين غير طاعة رجل الدين، لذا نلاحظ أن المؤسسات الدينية لا روح فيها بل خطب جياشة وتعابير ثورية و.......مورفين.

والكلام لا يشمل الكل

  كتب بتأريخ :  الجمعة 16-12-2016     عدد القراء :  2628       عدد التعليقات : 0