الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يا رب» العراقية في «وهران» الجزائرية

أثارت مسرحية (يارب) أثناء عرضها في مدينة وهران، بمناسبة مهرجان المسرح العربي في دورته التاسعة، الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح بالتنسيق مع وزارة الثقافة الجزائرية وبالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، إعجابا كبيرا من قبل الذين حضروا العرض في مسرح وهران (قاعة الشهيد عبد القادر علولة) ليلة الجمعة الماضية .

المسرحية من تأليف علي عبد النبي الزيدي وإخراج الشاب مصطفى الركابي وجسد الشخصيات فيها المبدعة سهى سالم والفنان فلاح ابراهيم والشابة زمن الربيعي، مع سينوغرافيا الفنان عصام جواد. والرسالة المتوخاة من المسرحية هي كشف القهر الذي يعانيه المواطن العراقي بشكل عام والمرأة بشكل خاص، في ظل زمن يأكل أبناءه بالمفخخات والعبوات والاغتيالات. وإذا ما صادف وهرب الشاب من هذه المصيبة أو تلك نراه يقع لقمة سائغة للأسماك في بحور الله الواسعة!

هذا الموت وهذا الحزن وهذا القهر تراكم في قلب امرأة مفجوعة بفقدانها لاولادها، فارادت أن تتحدث الى الله باسم كل النساء كي يرحم الأمهات الثكالى ويوقف القتل والدمار والحروب.

حين ترى وتعيش العرض المسرحي الذي قدمه مصطفى الركابي تتبادر الى ذهنك اسئلة مهمة مثل: كيف اهتدى هذا المخرج الشاب الى نص فيه من المشاكسات الكثير ليقدم لنا تجربة جديدة حظيت بكل هذا الإعجاب واستحوذت على مشاعر الجميع من فنانين عرب؟

قدم مصطفى الركابي عرضا متميزا باعتراف الجميع، فالحركات المدروسة والمحسوبة والسينوغرافيا وأداء الممثلين، أسست لعرض لم يعجب المختصين فحسب من الفنانين بل وصل بعضهم للقول بأن هذا العرض يشكل قفزة نوعية جديدة في الأداء المسرحي العربي. ولولا امتلاك المخرج الموهبة والثقافة اللازمتين لما استطاع ان يكون مقبولا من قبل نجمين عراقيين هما سهى سالم وفلاح ابراهيم اللذان قدما أداء مذهلا .. كانا قصيدة شعر شفافة ترى من خلالها وجعا عميقا في الروح، لم يستطع أن يستره برود الألوان على المسرح!

كل شيء يوحي بالموت إلا الوطن. الاوطان لا تموت لانها ولادة للشرفاء والموهوبين وها هو مخرج شاب، يأتي من أطراف الناصرية ليجعل من الوطن، في أول مهرجان يساهم فيه، «رفعة راس» بموهبته وبما قدم من عرض جميل كتب عنه كثيرا وصفق له الحضور طويلا.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-01-2017     عدد القراء :  2703       عدد التعليقات : 0