الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لو بيدي أشيل شباط من كل السنة!

لا أدري ما هو السر في تشاؤمي من شهر شباط؟ ربما لما لهذا الشهر في ذاكرتي من محطات حافلة بالقسوة والقتل والتعذيب والدمار. ففي شباط عام 1949 قدم العراقيون وحزبهم الشيوعي قرابين الفداء للخلاص من الحكم الملكي العميل. فكان لإعدام قادة الحزب محله في الذاكرة العراقية، نستذكره كل عام. وفي 8 شباط 1963 عادت غربان الشر وخفافيش الليل لتحيل أرض العراق مقبرة لشرفاء العراقيين، وأصبح العراق مستنقعا للدم وسجنا كبيرا، وضاع الآلاف بين سجين وشهيد. وكان لـ «فتاوى الإيجار» اثرها في استباحة دماء الابرياء. وفي 24 شباط 1955 انضم العراق لحلف بغداد وفي 14شباط 1958 قام الاتحاد العربي بين العراق والأردن. واغتيل السيد محمد صادق الصدر في 19 شباط 1999، وكارثة سقوط بغداد بيد المغول في 15شباط 1258، وفيه قتل باتريس لومومبا واغتيل عبد الفتاح إسماعيل، وهذا الشهر حافل بالقتل والحروب والتدمير، وهو مميز عن أشهر السنة بمصائبه وويلاته.

وبعد التغيير في نيسان 2003 أملنا أن نتجاوز كل «الشباطات» الماضية فيكون شباط شهرا للفرح والمسرة، ولكن ما أسرع ما تحركت غربان الشر في بداية شباط 2011 لتضرب المتظاهرين السلميين بأمر من الحكومة آنذاك. وما أن دارت السنين وحلت هذه السنة حتى عاد شباط بوجهه الكالح ليقوم ذات الافراد بضرب الشعب العراقي في ساحة التحرير، لا لشيء الا لأنهم طالبوا بمحاسبة الفاسدين الذين كثيرا ما ذكرهم رئيس الحكومة ووعد بمحاسبتهم، ولأنهم طالبوا بقانون انتخابي عادل يتيح للشرفاء الدخول الى برلمان العراق الذي تناهبه ساسة لا هم لهم الا امتيازاتهم ومصالحهم... «وحسبالك خلصت» قاطعني سوادي الناطور بانفعال غير معهود واضاف: «مثل ما يگول المثل يوميه الهرجه اباب العرجه وما زال اكو ظالم ومظلوم هاي ما تخلص وشوفة عينك خلصنه من حسن اجانه حسوني، وكلما انگول فرجت تنسد البيبان، وتريد الصدگ سالفة المفوضية وقانون الانتخابات مو هيه العله.. العله بينه لأن احنه جبنه العگارب وعضنّه وما زال اكو محاصصة وتوازن ومكونات وسين وشين ما يصير براسنه خير ونبقه كل شباط نشبط ونلبط، ودوه العگربة معروف ولازم تگطع راس وتموت خبر لان العيني واغاتي ما تفيد هالايام، وهاي هم تصير سلمية بس ينراد الهه بشر»!.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 27-02-2017     عدد القراء :  2610       عدد التعليقات : 0