الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شدة وردة لعيدكن مع عتاب ناعم طري

لقد دخلنا القرن الحادي والعشرين ، وﻻ تزال في أغلب الدول اﻹسلامية ، قوانين مستوحاة من نصوص شرعية ومذهبية ، مطعمة من فكر حكامها الجامد، لتتماهى مع تعليمات ، تحد من ممارسة المرأة لحقوقها اﻹنسانية والمجتمعية ، وتُضيق من حركتها بالمجتمع حتى ﻻ تتساوى مع الرجل بالحقوق والواجبات ، إن كان على مستوى الميراث أو عند الشهادة في المحاكم مثلا . وغير ذلك مما طبقته دولة الخلافة التي تلفظ أنفاسها اﻷخيرة على أيدي جيشنا الباسل.

من الظواهر غير البعيدة عن طبيعة الحكم في تلك الدول إبتعادها كليا عن تنفيذ ما وقعت عليه من إلتزامات دولية في صيانة حقوق اﻷنسان ، وضمان حرية الرأي والتعبير بصورة عامة ، ولضمان مسار تلك العملية ، يُطلقوا حُراس أنظمتهم لنهش كل من تسول له نفسه التعبير بحرية عن ما تريده الجماهير من فقراء شعوبهم ، مانحة إياهم أحقية تطبيق الشريعة بإسلوب اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بما تمليه منطلقاتهم المذهبية والطائفية ، ليخفوا تحت مظلتيهما فسادهم!!! . فيطمأنوا أنفسهم بنهب ثروات الوطن ، و إمتلاك ما ليس لهم حق تملكه من المواطن ، دون محاسبة ، بينما يسمع ويشاهد حراسهم هنا وهناك ، و بالفيديو معاقبة المرأة بالرجم والجلد وقطع الرؤوس في اﻷماكن العامة وكيفما إتفق.

فالقائمون على الحكم في تلك الدول يشددون على مواصلة ربط الدين بدهاليز حكمهم ، من باب معارضتهم لكل ما يخص العصرنة والتحضر ، ويضعون معوقات أمام تعلم المرأة ، لتبقى مربوطة بالرجل إقتصاديا وخاضعة لمشيئته إجتماعيا . تماما بعكس البلدان التي فصلت الدين عن الحكم منذ قرون . حيث ساوت المرأة في الحقوق والواجبات مع الرجل ، خالقة مستلزمات إستقلالها عنه إقتصاديا.

تمتاز أغلب الدول اﻹسلامية بالطابع الرجولي ، وﻻ يُمس من ينادي به البعض، ممن لهم حظوة في الحكم ، من أن ﻻ حقوق لها تخرجها عن سيطرة الرجل ، غير إلتزاماتاتها البيتية ، والعناية باﻹطفال ، على الرغم من دخولها معترك الحياة في بعض الدول اﻹسلامية ، حتى أن وجودها مع الرجل شمل دوائر الدولة ، حتى البرلمان . لكن الكثير منهن إسوة بالرجل يمتعن نظرهن بمشاهد عمليات الجلد والرجم وقطع الرؤوس للمرأة في اﻷماكن العامة ، دون أن يرفعن أغلبيتهن العظمى أصواتهن ليحتجن ويستنكرن جرائم الحاكم في تلك الدول ، التي تشير لواقع تغييبهم للديمقراطية السياسية واﻹجتماعية المنطلقة من فكر جامد بحق المرأة ، على اساس أنها عورة وناقصة عقل.

هناك تعاليم وقوانين في كثير من الدول اﻹسلامية ، تُيَسر للرجل التخلي عن إلتزاماته تجاه العائلة بإطلاق جملة أنت طالق ، فيزوغ عن مسؤوليته في تشرد اﻷسرة ، لتنفرد اﻷم بمسؤولية تربية اﻷطفال وتنشأتهم لحد سن معين ليـتي اﻷب ليأخذهم بقوة القانون الشرعي.

أﻻ يوجب ذلك وكل ما فات ذكره ، ضرورة تنشيط حراككن والتفافكن حول المنظمات النسائية التي تدافع عن حقوقكن اﻹنسانية ، وتناضلن من أجل إلغاء سطوة الرجل عليكن ، بتعدد الزيجات ، متذرعا بما يقوله الشرع . إني ﻷشعر بالخجل وأنتن تدلين بأصواتكن في اﻹنتخابات ولدورات ثلاث لصالح رجال يعارضون نيل حقوقكن ، بينما تسد الضبابية عيونكن عن إنتخاب مُرشح القوى التي تدافع بحق ، وتقف بجانبكن في نيل حقكن في الحياة الحرة الكريمة ، والذين ﻻ ينسوا أن يحتفلواكل عام في عيدكن ( الثامن من آيار ) . هذا اليوم الذي حصلت عليه المرأة من المجتمع الدولي ، إعترافا بما قدمته من تضحيات جسام، ليكون يوما ترتفع فيه أصواتكن بالتحرر من تبعية الرجل . ومن أجل سيادة العدالة اﻹجتماعية في بلدانكن.

أو ليس من حقي أن أعتب عليكن عتابا ناعما وطريا ، لتقاعس الكثير منكن المشاركة في التظاهرات من أجل التغيير واﻹصلاح الضامن للتمتع بحقوقكن اﻹنسانية ، و إعلان التضامن مع أخواتكن في البلدان التي ﻻ زالت تمارس فيها أبشع اﻹنتهاكات لحقوق المرأة ، وإدانة كل من يناهض ما تمليه قيم القرن الحادي والعشرين من عصرنة وتحضر من مواقع القرار .

عيد مبارك يشدكم مع نساء العالم في نضالهن من أجل أن يسود السلم والعدل في العالم.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 07-03-2017     عدد القراء :  2880       عدد التعليقات : 0